دشّن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، المرحلة التشغيلية الأولى لـ”المدرسة الرقمية”.
ويأتي ذلك في 5 دول هي مصر والأردن والعراق وموريتانيا وكولومبيا، بحيث سيستفيد منها في السنة الأولى أكثر من 20 ألف طالب ضمن رؤية تسعى إلى مضاعفة عدد الطلبة للوصول إلى مليون طالب منتسب للمدرسة خلال خمس سنوات.
جاء ذلك في فاعلية خاصة عقدت في “إكسبو دبي”، حيث قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: “هدفنا الوصول بالتعلم الرقمي نحو آفاق جديدة لأن التعلم الرقمي هو تعليم المستقبل ومستقبل التعليم”.
وعن المبادرة الهادفة لتوفير فرص التعلّم للاجئين والنازحين والطلبة في المناطق الأقل حظاً في دول مختلفة حول العالم، أضاف: “المدرسة الرقمية بما توفره من محتوى تعليمي ومعرفي مبني على معايير عالمية تعكس إيماننا بأن التعليم حق للجميع.. وبأن تكافؤ الفرص التعليمية أساس التنمية الشاملة والمستدامة”.
وأضاف: “المدرسة الرقمية تسعى إلى تعزيز مستقبل التعليم وضمان الابتكار المستمر فيه وترسيخ التعلم الرقمي كاستثمار استراتيجي للمستقبل”.
وحضر تدشين المرحلة التشغيلية الأولى للمدرسة الرقمية في عامها الأول الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وأعضاء مجلس إدارة المدرسة الرقمية الذي يضم عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد رئيس مجلس إدارة المدرسة الرقمية، وهدى الهاشمي مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للشؤون الاستراتيجية، والدكتور عبد الله الكرم رئيس مجلس المديرين المدير العام لهيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، والدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والدكتور طارق القرق الرئيس التنفيذي لـ”دبي العطاء”، والدكتور محمد قاسم الأستاذ المساعد في كلية الدراسات التكنولوجية في الكويت، والدكتور وليد آل علي الأمين العام لمشروع المدرسة الرقمية.
وسلطت الفاعلية الضوء على مستهدفات المدرسة الرقمية في عامها الأول للوصول إلى الطلبة في 5 دول وتدريب 500 معلم، وتهيئة 120 مركز تعلّم، وتوفير محتوى تعليمي عالمي المستوى بـ3 لغات هي العربية والفرنسية والإسبانية.
مواد دراسية إثرائية
وتعد المدرسة الرقمية أول مدرسة رقمية متكاملة، توفر التعليم عن بُعد بطريقة ذكية ومرنة، بحيث يستطيع الطلاب الانضمام إليها أينما كانوا، مع التركيز بالدرجة الأولى على الفئات المجتمعية الأقل حظاً والمحرومين واللاجئين في المجتمعات العربية والعالم.
وتوفر المدرسة الرقمية مواد دراسية وإثرائية رقمية توائم المناهج العربية والعالمية، وتتيح فرصة للتفاعل مع عدد من المعلمين المرخصين وزملائهم عبر صفوف دراسية افتراضية، كما تقدم آلية تقييم ذكية تساعد الطلاب على التعلم الذاتي واكتساب المعارف والمهارات والحصول على شهادات معتمدة.
وتعمل المدرسة الرقمية من خلال شراكة دولية وأممية هي الأوسع من نوعها ضمن تحالف معرفي يسعى إلى حشد الجهود والموارد لتوفير فرص للتعليم النوعي لملايين الطلبة حول العالم أينما كانوا.
وتستهدف المدرسة الرقمية الوصول إلى مليون طالب وطالبة في السنوات الخمس الأولى مع التركيز بالدرجة الأولى على الطلبة في المجتمعات الأقل حظاً والفئات المحرومة.
خمس دول
وبالتنسيق مع الهيئات المحلية ومنظومات التعليم الوطنية، تعمل المدرسة الرقمية في عامها الأول في خمس دول هي: مصر والأردن والعراق وموريتانيا وكولومبيا، لتصميم منظومة تعليم رقمية متطورة تتفق وخصوصية الدول والمجتمعات المعنية، وتعتمد أحدث تطبيقات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والأدوات التعليمية المتاحة لتلبية الاحتياجات التعليمية للطلبة المستفيدين من المبادرة.
وبثلاث لغات مبدئياً، هي العربية والفرنسية والإسبانية، وبمواد توائم المناهج المعتمدة على الصعيد الوطني في الدول والمجتمعات المعنية وتقدمها عبر منصة تعليم رقمي حديثة، توفر المدرسة الرقمية الدروس التعليمية الرقمية في مواد الرياضيات، والعلوم، واللغة العربية، والحاسوب، وغيرها، في فصول دراسية افتراضية ومدمجة، تتيح توفير بيئة تعلُّم تفاعلية تسهم في تمكين الطالب وتعزز التواصل بين الطلاب والقائمين على التعليم عبر أدوات متقدمة لتحليل الأداء وتعزيز التعلّم الذاتي والمحاكاة التفاعلية لاحتياجات كل طالب.
شراكات استراتيجية
وفي إطار سعيها لقيادة التعليم الرقمي نحو آفاق جديدة، وانطلاقاً من رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن التعليم الرقمي هو تعليم المستقبل ومستقبل التعليم، تعمل المدرسة الرقمية لتكون في قلب التغييرات الجديدة في هذا المجال الحيوي بالاستفادة من أحدث التقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وببناء شراكات تعاون دولي مع أكثر من 30 من المؤسسات التعليمية والتقنية والتنموية حول العالم عبر تأسيس “تحالف مستقبل التعلم الرقمي”.
وتحظى المدرسة الرقمية بدعم “تحالف مستقبل التعلّم الرقمي”، الأول من نوعه الذي يعمل من أجل توحيد الجهود في مجال مستقبل التعليم الرقمي عالمياً، ويساند المدرسة الرقمية في إطلاق أحدث المبادرات والابتكارات في مجال التعليم، وتطوير معايير وممارسات وتقنيات التعليم الرقمي، ووضع المعايير وأدلَّة العمل لمستقبل التعليم الرقمي وخدماته.
دعم وتعاون استراتيجي
كما أعلنت المدرسة الرقمية توقيع اتفاقيات دعم وتعاون استراتيجي مع مؤسسات رائدة في العمل الخيري والإنساني والمعرفي مثل مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي حيث قامت بتخصيص وقف مستدام يعود ريعه لنشر التعليم عبر المدرسة الرقمية، وكذلك مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لإنشاء 1000 مركز تعلم للمدرسة الرقمية خلال خمس سنوات، وتعاون مع مؤسسة دبي العطاء لتوفير الدعم والخبرات الاستشارية، واتفاقية التعاون الاستراتيجي مع جامعة ولاية أريزونا كشريك استراتيجي في تدريب وبناء قدرات المعلمين وشركة مايكروسوفت العالمية للتعاون في توفير وتطوير حلول تعليم رقمي حديثة للمدرسة الرقمية. والتقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الشركاء الاستراتيجيين والداعمين خلال الحفل.
وأبرمت المدرسة الرقمية مذكرات تفاهم استراتيجية مع العديد من المؤسسات والجهات المعنية بمستقبل التعليم الرقمي والابتكار فيه، منها تحالف التعليم المتنقل، وبرنامج الأغذية العالمي، ومؤسسة دبي العطاء، وشركة أمازون.
مجلس استشاري دولي
ولدى المدرسة الرقمية مجلس استشاري دولي يضم نخبة من الخبراء العالميين من مؤسسات وهيئات مرموقة مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف”؛ ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”؛ ومبادرة “جيل طليق” Generation Unlimited الأممية، وهي شراكة عالمية ترمي إلى ضمان انخراط الشباب والشابات في كل أنحاء العالم في التعليم أو التدريب أو العمل بحلول العام 2030؛ وجامعة هارفارد؛ ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا؛ وجامعة نيو ساوث ويلز سيدني؛ وجامعة ولاية أريزونا، ومعهد بروكينغز.
6 مكوّنات رئيسية
ويعتمد نظام المدرسة الرقمية على ستة مكونات رئيسية هي: المحتوى الرقمي التفاعلي، وتكنولوجيا التعلّم المناسبة لبيئة التطبيق، والتطوير المهني للمعلِّمين والميِّسرين التعليميين، والشراكات المحلية والدولية لتحقيق استدامة التعليم الرقمي، والنموذج التربوي القائم على تعزيز مهارات التعلم المستقل، والقياس والتقييم المستمرين باستخدام البيانات.
برنامج تدريبي متكامل
كما تحرص المدرسة الرقمية على تمكين مجتمعات التعلُّم والمعلِّمين والتطوير المهني لهم وللقيادات التربوية والميسِّرين التعليميين من خلال برنامج تدريبي متكامل للمعلمين بالشراكة مع جامعة ولاية أريزونا لتأهيل 1500 معلم رقمي على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
ويضم البرنامج التدريبي مساراً مخصصاً لكل من المعلِّمين، والميسِّرين التعليميين، ومديري المدارس، والمسؤولين عن التعليم، ويقدم مساق تعلّم مدمج يجمع بين التعلم الذاتي والتوجيه من المدربين لمدة تصل إلى 6 أشهر، يحصل بعدها المتدرب الذي يجتاز متطلباته على شهادة تصدر من المدرسة الرقمية ومعتمدة من جامعة ولاية أريزونا. وهو متوفر بأربع لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية.
منصة رقمية متقدمة
وتتبنى المدرسة الرقمية منصة رقمية متقدمة، تشكل إحدى أفضل منصات التعلُّم الرقمي العالمية، حيث تخصص صفحة لكل بلد بما يلبي المتطلبات الخاصة بها، من لغة وهوية مرئية ومحتوى تعليمي ومنهاج معتمد وطنياً.
كما توفر الخطط الدراسية والمحتوى الرقمي للمراحل المستهدفة، بصورة منهجية، وتحفز الطلبة من خلال تقديم أوسمة رقمية وتقييمات مباشرة.
مليون متعلِّم
وتستهدف المدرسة الرقمية الوصول إلى مليون متعلّم خلال السنوات الخمس الأولى، مع التركيز على الفئات المجتمعية الأقل حظاً والأكثر حاجة للدعم، وذلك باعتماد نموذج تعليمي متقدم يكون محوره الطالب، ويوظّف التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي لتوفير خطة تعلّم شخصية ذكية لكل طالب بناءً على أنظمة تحليل البيانات، بما يضمن تخصيص عملية التعلّم وفقاً لأداء ومهارات كل طالب وبما يلبي احتياجاته، ويحقق الاستفادة من “المعلّم الرقمي” لدعم الطالب في خطته الدراسية ومتابعة تحصيله العلمي، مع توفير آلية تقييم شاملة، ضمن مراحل التعلّم.
اعتماد البرامج التعليمية والاعتراف بها
وتنسّق المدرسة الرقمية مع وزارات التعليم والجهات التعليمية في كل الدول التي تعمل ضمنها في الوقت الحالي من أجل الاعتراف بالبرامج التعليمية المقدمة عبرها. وبشكل متزامن، تعمل المدرسة الرقمية على الحصول على الاعتماد الأكاديمي الدولي في مجال التعليم الرقمي بالشراكة من مؤسسة نيوإنجلند للمدارس والكليات NEASC والتي تعد واحدة من المؤسسات الرائدة والأكثر عراقة في مجال تقييم التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية.
خيار نوعي للتعلُّم عن بعد
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد أطلق مبادرة “المدرسة الرقمية” في نوفمبر 2020، تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، كمبادرة تعليمية استراتيجية تهدف إلى توفير خيارات التعلم الرقمي للطلبة خاصة في المناطق النائية والنامية، وتوفير خيار نوعي للتعلم عن بُعد والمدمج بالاستفادة من حلول التكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لتعزيز فرص تعلم للطلاب حيثما كانوا وفي مختلف الظروف، وطرح منهج تعليمي رقمي متكامل ومرن ومعتمد لمختلف المراحل الدراسية يراعي الاحتياجات الشخصية لكل متعلّم ويطوّر المعارف.
وتستهدف المدرسة الرقمية رفع عدد المستفيدين من خيارات التعلّم الرقمي التي تقدمها إلى مليون طالب خلال السنوات الخمس المقبلة وتدريب 1500 معلم في السنوات الثلاث القادمة وتوسيع نطاق تحالف مستقبل التعلم الرقمي ليشمل المزيد من المؤسسات الدولية المعنية بالوصول بالتعليم إلى الجميع، بما يعزز تحقيق مستهدفات محور نشر التعليم والمعرفة، أحد الركائز الأساسية الخمسة التي تقوم عليها برامج مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية من أجل مستقبل أفضل للإنسانية.