لم يكن يعلم الطفل حسين أن صورة واحدة التقطت له ستغير جانباً كبيراً من واقع حياته الصعبة.
بعد أن لجأت عائلته للانتقال من سوريا إلى لبنان، وجد نفسه مجبراً على الانقطاع عن المدرسة، والعمل في جمع الخردة والبلاستيك لمساعدة عائلته.
وفي أحد الأيام وبينما هو يبحث داخل صندوق قمامة، عثر على كتاب فتناسى واقعه، وجلس على حافة الصندوق يقرأ، ويسبح بخياله.
هذا المشهد استوقف المهندس رودريجس مجمس، حيث تناول هاتفه والتقط صورة لحسين، ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي، لتصبح بعد ساعات قليلة حديث العالم، وتناقلتها كبرى القنوات الإعلاميّة العربيّة والأجنبيّة، لينكشف للعالم تعلّق حسين بالمعرفة والعلم وشغفه بالقراءة رغم ظروفه القاسيّة.
وأعلن المهرجان الدولي للتصوير “إكسبوجر” بالشارقة في دولة الإمارات، عن تحمل كامل تكاليف التعليم المدرسي للطفل حسين، وكرّم المهرجان ملتقط الصورة خلال حفل افتتاح المهرجان، الأربعاء.
وقال مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة طارق علاي: “تتعدد المواقف التي تثبت أثر الصورة في نقل معاناة الآخرين، ودورها في تعريف العالم بالأوضاع التي تحفل بها المجتمعات على تنوعها، بإيجابياتها وسلبياتها، محدثة أثراً بالغاً في قلوب الناس نحو من ترصدهم وتعايش واقعهم بكافة تفاصيله. ومن هذا المنطلق فإن المهرجان الدولي للتصوير (إكسبوجر) أراد أن تكون صورة الطفل حسين رسالة عالميّة تؤكد أن دور الصورة يتجاوز رصد الواقع والتعبير عنه إلى تغيير الواقع نحو الأفضل، واكتشاف حلول للمشكلات التي ترصدها عدسات المصورين”.