ووجد فريق من العلماء من جامعة جنوب فلوريدا تعديلات كيميائية في الجينات المرتبطة بالاضطرابات العقلية لدى النساء الحوامل وأطفالهن واللواتي كن يحملن في وقت الإبادة الجماعية.
وتشير هذه النتائج إلى أنه، على عكس الطفرات الجينية، يمكن أن يكون لهذه التعديلات الكيميائية “اللاجينية” استجابة سريعة للصدمات عبر الأجيال، وتوفر الدراسة أيضًا مزيدًا من الأدلة على النظرية المعروفة باسم الصدمة بين الأجيال، والتي تنص على أن الصدمة يمكن أن تكون موروثة بسبب وجود تغييرات جينية في الحمض النووي للمرضى. ومع ذلك، فإن التغييرات لا تلحق الضرر بالجينات، ولكنها تغير طريقة عملها.
وقالت الأستاذة مونيكا أودين المشاركة في الدراسة “علم التخلق يشير إلى تعديلات كيميائية مستقرة ولكن قابلة للعكس يتم إجراؤها على الحمض النووي للمساعدة في التحكم في وظيفة الجين، ويمكن أن يحدث هذا في إطار زمني أقصر مما هو مطلوب للتغييرات في تسلسل الحمض النووي الأساسي للجينات. ووجدت دراستنا أن التعرض للإبادة الجماعية قبل الولادة كان مرتبطًا بنمط جيني يوحي بانخفاض وظيفة الجين في النسل”.
وبدأت أودين وزميلها ديريك ويلدمان دراستهما للمساعدة في توفير الأدوات العلمية اللازمة للمساعدة في معالجة قضايا الصحة العقلية للناجين من الإبادة الجماعية، وإلى جانب مساعدة كلاريس موساناباجانوا، الباحثة الزائرة من جامعة رواندا وزملاؤها، درس الفريق الحمض النووي من عينات الدم المأخوذة من 59 شخصًا، وشمل المشاركون 33 أم و 26 ابن.
وعمل الفريق لتقديم أدلة على تناقل الصدمات بين الأجيال، كما تم العثور عليها بين الأشخاص العاديين الذين عانوا من سوء المعاملة والفقر والأحداث الصادمة الأخرى، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.