يتيح جناح الفرص في إكسبو 2020 دبي لزواره التعمق في فهم الموارد الثلاثة الضرورية لضمان مستقبل أفضل للإنسان وكوكب الأرض.
تمثل هذه الموارد موضوع قمة المياه والغذاء والطاقة، التي تنعقد يومَي 18 و19 يناير/كانون الثاني ضمن أسبوع الأهداف العالمية في إكسبو 2020، بالنظر إلى أهميتها للبقاء، وتأثيرها المباشر على الصحة، والأمن الغذائي، وسُبل العيش بالنسبة للأُسَر في شتى أنحاء العالم، وبالنسبة للأجيال المُقبلة كذلك.
ويمكن لزوار عالم الفرص التعرف على التأثير المضاعف الكبير الذي يمكن أن ينجم عن أي خطوة متخَذة في هذه المجالات، مهما كانت صغيرة.
وقالت مرجان فريدوني، الرئيس التنفيذي لتجربة الزائر في إكسبو 2020 دبي: “يُتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 10 ملايين نسمة في عام 2050، وتلبية الطلب على مواردنا بطريقة عادلة، دون الإضرار بكوكبنا، تحدٍّ صعب”.
وأضافت: “من الواضح أن أهداف التنمية المستدامة مترابطة، ومن المعروف على نطاق واسع أن المياه، والغذاء، والطاقة في صميم التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة وفي عالم الفرص، نوضح كيف تساهم تلبية هذه الاحتياجات الأساسية في إتاحة الفرص لمجتمعات بأكملها ولغيرها، في ضوء إيضاح رسالة قمة المياه والغذاء والطاقة، وإكمال أجندتها”.
في حين أن التعليم الجيد والمساواة بين الجنسين يمثلان هدفين قائمين بذاتهما من أهداف التنمية المستدامة، وهي مخطط عالمي يضم 17 هدفا مترابطا للقضاء على الفقر، ومكافحة انعدام المساواة، ومعالجة مشكلة المناخ بحلول عام 2030، فإن هذين الهدفين يعتمدان أيضا على توفير الطاقة، وهو هدف آخر من أهداف التنمية المستدامة. توجد الطاقة في صميم الحياة اليومية للطلاب، أينما كانوا. فهي تزود الفصول الدراسية بالتدفئة والإضاءة والكهرباء، وبالتقنية التي يتعلّم الطلاب عن طريقها، بالإضافة إلى تشغيل المركبات وتسهيل عملية إعداد الطعام.
وفي القرى النائية لزنجبار، حيث يحصل أقل من 4% من السكان على الكهرباء، تُستخدم عادة مصابيح ينبعث منها دخان ضار من أجل الحصول على الإضاءة.
ومن باب انتهاز فرص التغيير، أصبحت فاطمة جمعة حاجي، صانعة التغيير التي يروي عالم الفرص قصتها، مدربة رئيسية تعلّم غيرها من النساء تركيب الألواح الشمسية.
عبر المساعدة في توليد الطاقة المستدامة في زنجبار، توفر فاطمة للنساء مصدرا ثابتا للدخل، وشعورا جديدا بالاستقلالية والاحترام في قراهن، بينما توفر الطاقة الشمسية بيئة آمنة للأطفال للتعلّم والدراسة.
ويرتبط بقاء الإنسان وصحته ارتباطا وثيقا بتوفر مياه الشرب النظيفة.
في البلدان النامية، يقترن حوالي 80% من الأمراض والوفيات بسوء أوضاع المياه وخدمات الصرف الصحي.
ويُمثل الماء أيضا ضرورة أساسية للغذاء الذي يستهلكه البشر وكافة المخلوقات الأخرى، حيث يُستخدم ما يقرب من 70% من جملة المياه العذبة المتاحة في العالم لأغراض الزراعة.
يسلّط عالم الفرص الضوء على المبتكر أبيل كروز من بيرو، ليُظهر كيف ساعد في حل مشكلة نقص المياه في مجتمعه عن طريق إنشاء شبكات تحصد الضباب وتحوّله إلى ماء، الأمر الذي يساهم في معالجة التحديات المتعلقة بالفقر وسوء التغذية والتوظيف وريادة الأعمال، بما يدعم في نهاية المطاف تحقيق التنمية المجتمعية.
ويدرك كثيرون الإمكانات التي يحملها الغذاء والزراعة المستدامَين لمعالجة مجموعة من أكثر التحديات إلحاحا في العالم. فالطعام ميسور التكلفة والمُغذّي يُساهم في تحسين الصحة، وتعزيز سبل عيش منتجيه، وبالتالي إتاحة فرص أكبر للمزارعين ومنشآتهم. والأمن الغذائي ضروري أيضا للتنمية المستدامة للدول، ومزارعة المنتجات العضوية مريم الجنيبي، وهي صانعة تغيير أخرى تظهر في عالم الفرص، تعي ذلك تماما.
إلى جانب إنشاء مزرعتها العضوية الخاصة، علّقت الجنيبي آمالها على مجتمعها عبر الترويج للزراعة المستدامة، وممارسات الأكل الصحي، فضلا عن تشجيع الناس على زراعة خضرواتهم، سواء في حديقة المنزل أو الشرفة أو حتى المدرسة، تسهم الجنيبي بصورة فعالة في تحقيق أهداف دولة الإمارات العربية المتحدة على صعيد الأمن الغذائي.
تُعرض هذه الأمثلة الملهمة عن التأثير الجوهري لتوفر المياه النظيفة، والغذاء، والطاقة في عالم الفرص، وتعززها مدخلات قيّمة من رواد الفكر المشاركين في قمة المياه والغذاء والطاقة، التي ستستمر ليومين، وتناقش المزيد من الممارسات الواعدة، وتشارك المعارف، وتبحث فرص التعاون لتعزيز الأمن المستقبلي على صعيد المياه والغذاء والطاقة.
ستسعى هذه القمة الأولى من نوعها، وهي مبادرة مشتركة بين دولة الإمارات والأردن وهولندا، لإيجاد الحلول وتعزيز السياسات الإقليمية وتوطيد أواصر التعاون لبناء كوكب مستدام للأجيال القادمة.
وتندرج هذه القمة ضمن أسبوع الأهداف العالمية، الذي يمتد من 15 إلى 22 يناير/ كانون الثاني، ويهدف إلى تسريع عجلة العمل من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، الرامية إلى الحد من انعدام المساواة، وتعزيز الازدهار، وحماية كوكب الأرض، وتحقيق مستقبل أكثر استدامة للجميع بحلول عام 2030.
يضم عالم الفرص جهوده إلى جهود الأمم المتحدة للترويج لأهداف التنمية المستدامة، وتمكين الزوار من أن يصبحوا وكلاء للتغيير، حيث يستضيف الجناح مركز الأمم المتحدة، الذي يسعى إلى تعريف الزوار بالأمم المتحدة وأهداف التنمية المستدامة عبر برامج تغطي الأشهر الستة لإكسبو 2020 دبي.