علاوة على ذلك، أشار الدكتور أمينيان والدكتور نيسين إلى أن نتائج هذه الدراسة تؤكد أيضا على أهمية اتباع توصيات الصحة العامة مثل ارتداء القناع وتلقي لقاح كورونا للأشخاص، الذين يعانون من السمنة، والذين هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الشديدة.
وأثبتت العديد من الدراسات أن السمنة تعد عامل خطر رئيسي للإصابة بمرض خطير جراء عدوى فيروس SARS-CoV-2، وهو الفيروس المسبب لكورونا، حيث تُضعف السمنة جهاز المناعة، وتخلق حالة التهابية مزمنة، وتُزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والجلطات الدموية، وأمراض الرئة.
التدخل الجراحي لإنقاص الوزن
واعتبرت الدراسات أن كل هذه الحالات يمكن أن تُزيد من مضاعفات كورونا. وكان الهدف من هذه الدراسة هو فحص ما إذا كان التدخل الناجح لإنقاص الوزن لدى المرضى، الذين يعانون من السمنة قبل الإصابة بكورونا، يمكن أن يقلل من حدة المرض عند الإصابة.
وقال، المؤلف الرئيسي للدراسة ورئيس معهد السمنة والتمثيل الغذائي في كليفلاند كلينيك، الدكتور علي أمينيان: “تقدم دراستنا دليلاً قوياً على أن السمنة عامل خطر قابل للتعديل في حالات الإصابة بكورونا، ويمكن تحسينه من خلال التدخل الناجح لإنقاص الوزن”.
دراسة شملت 20 ألف شخص
وشملت الدراسة القائمة على الملاحظة 20 ألفاً و212 مريضاً بالغاً يعانون من السمنة. وتمت مطابقة مجموعة من 5 آلاف مريض بمؤشر كتلة جسم يبلغ 35 أو أكثر ممن خضعوا لجراحة إنقاص الوزن بين عامي 2004 و2017 بدقة 1: 3 مع مرضى غير جراحيين، مما أدى إلى 15،159 مريض في مجموعة التحكم. مقارنة بأولئك في المجموعة غير الجراحية، فقدَ المرضى، الذين خضعوا لجراحة السمنة، 19٪ من وزن الجسم قبل 1 مارس 2020 (بداية تفشي كورونا في كليفلاند).
وبعد تفشي كورونا، نظر الباحثون في أربع نتائج مرتبطة بهذا الفيروس: معدل الإصابة بعدوىSARS-CoV-2، والاستشفاء، والحاجة إلى أكسجين تكميلي، والمرض الشديد (يُعرف على أنه مزيج من دخول وحدة العناية المركزة، والحاجة إلى التنفس الصناعي أو الوفاة).
وبالرغم من أن معدل الإصابة بـ SARS-CoV-2 كان متشابهاً بين المجموعات (9.1٪ في المجموعة الجراحية و8.7٪ في المجموعة غير الجراحية)، فقد حظي المشاركون في مجموعة جراحة إنقاص الوزن بنتائج أفضل بكثير عقب إصابتهم بكورونا مقارنة بأولئك في المجموعة غير الجراحية.
وجد الباحثون أن المرضى، الذين خضعوا سابقاً لجراحة إنقاص الوزن يقل لديهم خطر الحاجة للاستشفاء بنسبة 49%، ويقل خطر الحاجة للأكسجين التكميلي بنسبة 63%، ويقل خطر الإصابة بالحالات الحادة من كوفيد-19 بنسبة 60%.
على الرغم من عدم معرفة الآليات الأساسية الدقيقة، إلا أن هذه البيانات تشير إلى أن المرضى، الذين خضعوا لجراحة إنقاص الوزن، كانوا أكثر صحة في وقت الإصابة بعدوى SARS-CoV-2، ما أدى إلى تحقيق نتائج سريرية أفضل.
أهمية الدراسة
قال كبير مؤلفي الدراسة، الدكتور ستيفن نيسين، والرئيس الأكاديمي في معهد القلب والأوعية الدموية والصدر في كليفلاند كلينك: “تدعم النتائج المذهلة من الدراسة الحالية إمكانية عكس العواقب الصحية للسمنة لدى مرضى كورونا، وتشير هذه الدراسة إلى أن التركيز على فقدان الوزن كاستراتيجية للصحة العامة يمكن أن يحسن النتائج أثناء الجائحة وفي الموجات المستقبلية أو في حالات الأمراض المعدية ذات الصلة. وتكمن الأهمية البالغة لنتائج هذه الدراسة في أن ما يقرب من مليار شخص يعانون من السمنة في جميع أنحاء العالم”.
القادم بوست