خلال الأسبوع الماضي أفاق السعوديون والعالم بعد عطلة نهاية الأسبوع على أخبار وصور حفل «ميدل بيست»، الذي حضره عشرات الآلاف من المحتفلين بشكل لم يسمح لخيال الجميع أن يتصور ما حدث، بما فيهم أنا، ولا أعتقد أن الجميع محلياً ودولياً أخذ رئيس هيئة الترفيه بجدية عندما صرح مرات عديدة بعبارة «تخيل أكثر».
بكل تأكيد، لا نوافق على الممارسات غير المقبولة التي حدثت خلال الحفل والتي تخالف الأنظمة والقوانين، ولكن إقامة مثل هذه المناسبات أمر طبيعي وضروري في مدينة عالمية كمدينة الرياض، التي تقطنها أطياف مختلفة من البشر، وبكل تأكيد سيزورها الملايين من الأجانب مستقبلاً!
في نفس الوقت هذا التوجه يعتبر مؤشراً على جدية السعودية في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، ومنافسة بقية دول الخليج على استقطاب الاستثمارات من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية المرصودة.
عندما نتحدث عن مستقبل الاقتصاد في السعودية، أعتقد أن أفضل عبارة تعكسه هي «تخيل أكثر»، مع الخطط والأهداف الاستراتيجية التي تم الإعلان عنها خلال الأشهر الماضية، كطرح أول شركة تقنية في سوق الأسهم السعودية بتقييم يقدر بالمليارات. إضافة إلى ذلك، يبدو أن سباق التنافس مع الإمارات بدأ يزداد تسارعه مع الخطوات الأخيرة بتغيير موعد عطلة نهاية الأسبوع واستقطاب شركات العملات الرقمية، وهو الذي بدوره سيدفع السعودية لاتخاذ خطوات جريئة مشابهة خلال سنة 2022م دون أدنى شك.
بغض النظر عن أرقام النمو الاقتصادي المستهدفة حكومياً، أعتقد أننا أمام نهضة اقتصادية جديدة في المنطقة نتيجة لهذا التنافس الإيجابي المميز!
وإن تعديل التشريعات المستمر من المرجح أن يدعم نمو قطاعات مختلفة بنسب مرتفعة مع بداية سنة 2024 تقريباً، وهو ما يشير إلى أن الفرصة لتنمية الثروة أمام الجميع خلال العقدين القادمة بإذن الله، والاستفادة منها، سواء كان بسبب نمو هذه القطاعات الطبيعي أو بسبب تدفق الاستثمارات الأجنبية لها.
عدة قطاعات شهدت تشريعات دعمت نموها مثل القطاع العقاري والقطاع المالي، وهناك قطاعات خدمية أخرى ستلحق نمو هذه القطاعات، لذا من الجيد البدء في بناء محافظ استثمارية تناسب الفترة المقبلة وتحتوي على أصول عقارية كالوحدات السكنية أو أصول استثمارية مدرة للدخل، وأسهم شركات مدرجة، وخاصة الصغيرة والمتوسطة في قطاعات مختلفة، إضافة إلى الشركات الرقمية أو التي تعتمد الرقمنة لتقديم خدماتها.
أعتقد أن عبارة «تخيل أكثر» تعتبر بدون منازع عنوان المرحلة الاقتصادية الحالية، وأكاد أجزم بأن السعودية ستكون مختلفة بعد عدة سنوات بشكل يفوق التوقعات.