تعد أجنحة الدول المشاركة في «إكسبو 2020 دبي» كتاباً مفتوحاً، يمكن عبره قراءة المعلومات والتفاصيل المتعلقة بالدول من مختلف الجوانب، فهي تقدم معلومات وحقائق، ربما تنافي تلك التي ترسخت في عقول البعض عنها، وتعمل على رسم صورة واقعية عن إمكاناتها وثقافة شعوبها، ذلك ما ينطبق على دولة إريتريا، التي ينظر لها البعض على أنها دولة ذات إمكانات محددة، ويعيش شعبها حياة بدائية، ولكن الواقع يقول غير ذلك، وهذه النظرة قد تتلاشى بمجرد زيارة جناحها، الذي يتحدث عن نهضة شاملة وطموحة، تعيشها البلاد منذ بضع سنوات.
تنمية شاملة
تؤمن إريتريا بأن النمو الاقتصادي وحده لا يكفي للنهوض بمستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة للأفراد على النحو المطلوب، وترى أنه من المهم أن يكون مسار التنمية تشاركياً ومستداماً، ويكفله الدستور الإريتري والقانون الدولي والحكومة الرشيدة، وبهذا تطمح إريتريا إلى إرساء إطار عمل للتنمية الشاملة، من أجل أمة متحدة قادرة على الصمود أمام التحديات، لذلك أطلقت رؤية إريتريا 2030 بأربعة محاور مركزية، وهي تنمية رأس المال البشري والنمو الاقتصادي الشامل والاقتصاد الأخضر وحماية البيئة والقانون الدستوري واحترام حقوق الإنسان.
وتعمل إريتريا من خلال رؤيتها المستقبلية على إيجاد حلول لأبرز التحديات التي تواجهها منها في مجال التنقل والذي يعد واحداً من الموضوعات الفرعية لإكسبو 2020 وهو التحدي الرئيسي الذي تواجهه إريتريا اليوم كي تحقق نموها الاقتصادي ورفاه شعبها، وتتضمن وسائل التنقل الطرق السريعة والمطارات والسكك والحديدية والموانئ، ولكن يظل دور شبكة النقل هو العامل الرئيسي، ويجب تصميمها مع مراعاة التنقل المستدام وسياسات تنمية المناطق الحضرية، والإقليمية والتراث الثقافي وكفاءة الطاقة والجودة البيئية، قد يتمثل النموذج الجديد للتنقل الذكي الجسر المثالي والحقيقي لنقل السلع وتبادل المعرفة وتواصل الأشخاص، فضلاً عن ربط الأماكن والمسارات ذات الصلة التاريخية والثقافية، فالطرق قد تكون أداة قيمة في التنمية التجارية والثقافية والسياحة، ولكن يجب أن تكون آمنة ومجهزة بالكامل وبسهولة إليها، وقائمة على التنقل المستدام، وهو ما تعمل إريتريا على تحقيقه.
نهضة سياحية
وفي سياق آخر عملت إريتريا على استغلال ما تركه الاستعمار الإيطالي على مختلف المدن الإريترية في بناء نهضة سياحية وثقافية، كما هو الحال مع مدينة أسمرة، التي كانت العاصمة الاستعمارية تحت الاحتلال الإيطالي وعندما غادر الإيطاليون البلاد عام 1941 وخلفوا وراءهم بعض البصمات الإيطالية بالمدينة، التي تزدان اليوم بزهور الجهنمية وأشجار النخيل، ولحسن الحظ نجت أسمرة من كل هذا الصراعات المختلفة وأصبحت تضم معالم تاريخية مهمة، منها القصر الاستعماري الذي تحول اليوم إلى متحف وطني، والكاتدرائية المشيدة على طراز لومباردي، والكنيسة الكاثولكية اندا مريم، ومسجد الخلفاء الراشدين المشيد من الرخام والحجر الجبري.