أكد خبراء أن ازدهار الإمارات على مدى الأعوام الخمسين الماضية كان بفضل قبولها الناس من مختلف الدول والمعتقدات الدينية.
وأضافوا أن قبول الناس بنى مجد الإمارات ووضعها في مصاف الدول الكبرى على مؤشرات التسامح والتعايش عالمياً.
جاء ذلك خلال ختام أسبوع التسامح والتعايش في إكسبو 2020 دبي، قبيل الاحتفالات باليوبيل الذهبي للإمارات الذي يعد مناسبة مهمة لعرض إنجازات الإمارات في شتى المجالات والجوانب وأهمها الجانب الإنساني الذي تفوقت فيه على الدوام.
وخلال أسبوع التسامح والتعايش، ركزت الجلسة الحوارية “الانفتاح والطريق إلى الازدهار” المنعقدة ضمن سلسلة “حوار الثقافات” على أن العلاقات الطيبة والتقبل بين كل القطاعات الإنسانية عاملان حاسمان من أجل تحقيق النجاح ومعالجة العديد من التحديات العالمية الحالية.
وتبادر إلى انتباه المشاركين أن تلك القيم نفسها ساعدت على تحديد ماهية الإمارات على مدى العقود الخمسة الماضية، فالتسامح قيمة متجذرة في عمق ثقافة الإمارات وإرثها وتقاليدها منذ تأسيسها في عام 1971 حيث تحتضن أكثر من 200 جنسية تتعايش وتعمل حاليا داخل الإمارات.
وأثناء هذا الأسبوع، أطلق الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش الإماراتي، المفوض العام لإكسبو 2020 دبي مبادرات عالمية عدة وسط اهتمام دولي واسع، ومشاركة خبراء في المجالات التي تم مناقشتها على مدار الجلسات الغنية بالفكر والمعرفة والحوارات.
وفي كلمته في جناح إيطاليا، أعلن الشيخ نهيان بن مبارك عن “التحالف العالمي للتسامح”؛ وهو تعهد موحد بالتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب والثقافات المختلفة. وبعدها أقيم الافتتاح الرسمي للقمة العالمية المشتركة للأديان، الهادفة إلى الترويج للحوار بين الخلفيات الدينية المختلفة.
كشف الشيخ نهيان بن مبارك عن تفاصيل منتدى الشباب العالمي، تحت شعار “من الشباب إلى التفكير في المستقبل” الذي نظَّمته وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع المؤسسة الاتحادية للشباب لتسليط الضوء على أهمية رعاية إبداع جيل الشباب، والإعلان عن بداية مؤتمر “دور المرأة في تعزيز قيم التعايش على الصعيد العالمي”.
وخلال فعالية “الانفتاح والطريق إلى الازدهار”، قال الدكتور زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لرئيس الإمارات الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات: “لقد احتفظنا بتراثنا، وهويتنا الوطنية، وتقاليدنا؛ وهذا هو، مجددا، السر، وأعتقد أنه العامل الرئيس بما يحدث في الإمارات، أن تكون قادرة على استضافة أكثر من 200 جنسية يعيشون معا في تناغم وانفتاح على ثقافات العالم، ولكن في الوقت ذاته، كما نرى في جناح الإمارات، تظل التقاليد والتراث جزءا أساسيا من تعددنا الثقافي”.
ومن ثمّ طرح الدكتور زكي أنور نسيبة أمثلة على نجاح الإمارات وإنجازاتها الرائعة التي تحققت في غضون 50 عاما فقط من قبل دولة مضيافة، ومتسامحة ومتقبلة للآخرين: “إننا نستكشف الفضاء، أرسلنا مسبارا إلى المريخ ونرسل آخر إلى الزهرة. وهذه قفزة مدهشة. أرى المجال واسعا أمامنا. جيل الشباب من الإماراتيين اليوم في جامعاتنا، إنهم طلاب لامعون”.
كانت هذه نهاية مناسبة لجدول فعاليات امتد أسبوعا كاملا بين مؤتمرات، وحلقات نقاشية، وترفيه، وترحيب بمتحدثين وفنانين من مجموعة متنوعة من الخلفيات، والثقافات، والجنسيات والأديان.
أسبوع التسامح والتعايش، الذي تمحور حول اليوم الدولي للتسامح يوم 16 نوفمبر/ تشرين الثاني، حدد أيضا التحديات التي ما تزال تواجه النساء، والأطفال، والمهاجرين وأصحاب الهمم في ما يتعلق بتقبلهم وإظهار إمكانيات مجتمع أكثر تسامحا.
ومن أبرز الأنشطة الأخرى، “تي أراتيني، مهرجان أفكار الشعوب الأصلية والقبلية” الذي استمر على مدى ثلاثة أيام بقيادة المنتدى الوطني لرؤساء “إيوي”، وهو تحالف رؤساء إيوي (القبليين) المستقلين، وعمِل على تنسيقه قادة قبائل الماوري بالشراكة مع حكومة نيوزيلندا، بصفته أول مهرجان للسكان الأصليين في تاريخ معارض إكسبو الدولية. وضمت الدول المشاركة في المهرجان إلى جانب الجهة المضيفة أوتياروا في نيوزيلندا، كلا من الإمارات، وأستراليا، وكندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وماليزيا، وباراغواي، وبنما، وسط حضور فنانين من الشعوب الأصلية من الدول المشاركة.