من أرض “تواصل العقول وصنع المستقبل”، تدعم الإمارات عودة نمو الاقتصاد العالمي إلى مساره الطبيعي وترسم من جديد مستقبل أحد أهم الصناعات في العالم من خلال الإعلان عن إطلاق “مركز الصناعات الطبية الحيوية” العالمي، مستفيدة في ذلك من دورها الرائد عالمياً في التحول الرقمي وتبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة ودورها الريادي الفعال في التعامل مع جائحة “كوفيد-19”.
حيث أطلقت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة اليوم (الثلاثاء)، مبادرة “مركز الصناعات الطبية الحيوية”، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) ومركزها فيينا، بهدف تعزيز البحوث والتصنيع في قطاع الصحة وعلوم الحياة والاستجابة للمخاطر والتحديات الصحية الحالية والطارئة في العالم، بالإضافة إلى تمكين الوصول العادل إلى العلاجات والمنتجات الصحية اللازمة في المستقبل.
وقال سعادة عمر السويدي وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة خلال مؤتمر صحفي على هامش فعاليات القمة العالمية للصناعة والتصنيع في إكسبو 2020 دبي أن المركز الذي سيقام على أرض الإمارات سيكون مركز عالمي للتميز لتعزيز الإمكانيات الصناعية في قطاع علوم الحياة والتعاون بين الحكومة وشركات الصناعات الدوائية بهدف التجاوب السريع والفعال مع التهديدات الصحية في المستقبل.
وأكّد أن المركز الذي يهدف إلى جذب كبرى الشركات العالمية في قطاع الصحة سيستفيد من تجربة الإمارات الرائدة عالمياُ في التعامل مع جائحة “كوفيد-19” وواصفاً المركز بأنه “خطوة طبيعية على طريق توسيع البنية التحتية وتعزيز التآزر المطلوب بين الدول”.
وأوضح أن المركز يهدف إلى جذب كبرى شركات الصناعات الطبية في العالم وتقديم الدعم الطبي للدول الفقيرة بالإضافة إلى دعم سلاسل الإمداد لكبرى شركات إنتاج والصناعات الطبية والأدوية ودعم متطلباتها، لافتاً إلى أنه سيتم توفير المزيد من التفاصيل حول موعد إطلاق المركز وبدء العلميات في موعد لاحق.
وأفاد بأن المركز الذي يعتبر المبادرة الرئيسية للقمة العالمية للتصنيع والتكنولوجيا سيركز على صناعة وانتاج المواد والمعدات الطبية واللقاحات والحلول المتقدمة في مكافحة ومعالجة أي جائحة مستقبلية قد تحدث في العالم.
وأشار إلى أن الشراكة مع اليونيدو تهدف للاستفادة من خبرة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في إيجاد فرص وحلول تفيد دول أخرى قد لا تملك الطاقات التقنية والاقتصادية في إيجاد حلول للمشاكل الصحية التي قد تطرأ في المستقبل.
وأضاف السويدي: “تعلمنا من الجائحة أن الدور القيادي والعلوم والتكنولوجيا والتعاون الدولي يمكن أن يحقق المعجزات حيث شكلت مساعدات دولة الإمارات شكلت 80% من حجم الاستجابة الدولية للدول المتعثرة خلال جائحة “كوفيد-19″. وتعلمنا كذلك أن الوقاية والاستعداد هما أمران في غاية الأهمية لمعالجة الجائحات في المستقبل وضمان مرونة واقتصادنا في المستقبل”.
تطوير اللقاحات
من جانبه، قال بدر سليم سلطان العلماء رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع أن المركز سيقوم بتطوير اللقاحات بهدف تمكين الدول الافقر من الحصول على اللقاحات والعلاجات بشكل عادل.
وأضاف سلطان العلماء أن الإمارات ستستفيد في إطلاق المركز من الدور الريادي عالمياً الذي قامت به الإمارات خلال جائحة “كوفيد-19” بفضل خبرتها ومرونتها في تبني الحلول التقنية الحديثة من التعامل بسرعة والحد من تأثير الجائحة في الدولة من جهة وتقديم الدعم والمساعدات الطبية للعديد من الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، من جهة أخرى. لافتاً إلى أن المركز سيقوم بتطوير اللقاحات بهدف تمكين الدول الافقر من الحصول على اللقاحات والعلاجات بشكل عادل.
“مبادرة الصناعة الصحية”
وقال برناردو سارمينتو المدير العام ومدير إدارة التجارة والاستثمار والابتكار في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) إن المركز سيلبي متطلبات الرعاية الصحية الضرورية للدول الأكثر فقراً، لافتاً إلى أن اليونيدو تملك الخبرة في التصدير وتحديد المتطلبات الصحية، مشيراً إلى أن المنظمة ستطلق “مبادرة الصناعة الصحية” الأسبوع المقبل بهدف تعزيز استخدام التقنيات الحديثة في الصناعات الدوائية والعلاجية.
وأضاف: “نعتقد أن تعاوننا مع حكومة الإمارات سيمكننا على صعيد أوسع من مواجهة التحديات الصحية التي تواجه العالم ونعتقد أن المركز سيعمل بشكل منهجي استباقي لمواجهة الجائحات وتلافي الاضطرابات المحتملة من خلال الاستفادة من التحول الرقمي بشكل أساسي. ونتطلع قدماً للمراحل التالية من هذا التعاون المثمر.