الأمم المتحدة تحذر: خطر حقيقي لـ«حرب أهلية» في إثيوبيا
مع تصاعد العنف في شمالي إثيوبيا، حذرت الأمم المتحدة من مغبة اندلاع حرب أهلية في البلاد.
وقالت مبعوثة الشؤون السياسية للأمم المتحدة روزماري ديكارلو في اجتماع لمجلس الأمن الاثنين: «لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيجلبه استمرار القتال وانعدام الأمن، لكن اسمحوا لي أن أكون واضحة أن ما هو مؤكد هو أن خطر انزلاق إثيوبيا إلى حرب أهلية متسعة هو أمر حقيقي للغاية».
وقالت إن الصراع في منطقة تيغراي بشمالي البلاد بلغ أبعاداً كارثية. وأضافت أن «المعارك تضع مستقبل البلاد وشعبها وكذلك استقرار منطقة القرن الأفريقي الأوسع في حالة من عدم اليقين في الأيام الأخيرة».
انقطاع الإنترنت
في السياق، قال مرصد نتبلوكس لمراقبة انقطاعات الإنترنت في العالم، إنه تم تقييد الدخول على منصات فيسبوك وواتساب وتليغرام للتواصل الاجتماعي في إثيوبيا بعد تسريب محتوى امتحانات المدارس الثانوية عبر الإنترنت.وأوضح المرصد في بيان أن بيانات الشبكة أظهرت تقييد الدخول إلى خوادم فيسبوك وماسنجر وبعض خوادم التراسل عبر واتساب وتليغرام، من خلال شركة إثيو تليكوم التي تديرها الدولة وتحتكر قطاع الاتصالات في البلاد.
ولم يرد المتحدث باسم الحكومة ليجيسي تولو والرئيس التنفيذي لإثيو تليكوم، فريووت تاميرو على الفور على طلبات للتعليق.
وسبق للسلطات أن قطعت خدمة الإنترنت خلال الامتحانات على مستوى البلاد، لكن العطل الحالي يأتي مع تصاعد الصراع المستمر منذ عام في شمال البلاد بين الحكومة وقوات تيغراي المتمردة في الأسابيع الأخيرة.
وتهدد قوات تيغراي وحلفاؤها بالزحف إلى العاصمة أديس أبابا. وأعلنت الحكومة الأسبوع الماضي حالة طوارئ لمدة 6 أشهر.
وقال المتحدث باسم شرطة أديس أبابا فاسيكا فانتا إن الشرطة سجلت أكثر من 10 آلاف قطعة سلاح منذ أن حثت إدارة المدينة الناس على تسجيل أسلحتهم. وأضاف أنه تم أيضاً تسجيل عشرات الآلاف من الأعيرة النارية، وأن الحكومة مددت فترة التسجيل حتى 12 نوفمبر.
انشقاقات ووعود بالنصر
إلى ذلك، قال جال مورو، قائد جيش تحرير اورومو ( جماعة مسلحة من إتنية أورومو)، إن المقاتلين الموالين للحكومة بدؤوا بالانشقاق وإن المتمردين أصبحوا قريبين للغاية من النصر.وأضاف جال واسمه الحقيقي كومسا ديريبا «ما أنا متأكد منه هو أن الأمر سينتهي قريباً جداً».
وأكد «نحن نتحضر من أجل انطلاق آخر وهجوم آخر. الحكومة تحاول فقط كسب الوقت ويحاولون إثارة حرب أهلية في البلد ولهذا يدعون الشعب للقتال».
من جهتها، تنفي الحكومة أي تقدّم للمتمردين أو تهديد للعاصمة. إلا أنها أعلنت حال الطوارئ وطلبت سلطات أديس أبابا من السكان تنظيم أنفسهم للدفاع عن المدينة.
وتجمّع الأحد عشرات الآلاف من سكان العاصمة في ساحة مسكل الشهيرة دعماً للحكومة وتعهّدوا بالتصدي للمتمردين.
وأكد رئيس الوزراء أبي أحمد الاثنين على تويتر «في الوقت الذي نختبر فيه على جبهات عدة، فإن عزمنا الجماعي على إتمام المسار الذي باشرناه، يقوينا».
جهود دبلوماسية
وأعلن الممثل السامي للاتحاد الأفريقي للقرن الإفريقي أولوسيغون أوباسانجو في جلسة للدول الأعضاء في الاتحاد وجود فرصة للتوصل إلى اتفاق، لكن هناك عقبات كبرى.
والتقى أوباسانجو الأحد زعيم جبهة تحرير شعب تيغراي ديبريتسيون جبريمايكل.
لكن يقول دبلوماسيون مطلعون على المفاوضات إن جبهة تحرير شعب تيغراي لن تخوض أي محادثات لحين رفع القيود المفروضة على المساعدات إلى الإقليم، بينما ترغب الحكومة في انسحاب المتمردين من منطقتي عفر وأمهرة قبل أي شيء.
وأكد دبلوماسي مطلع «ما فهمناه (من أوباسانجو) هو أن الجميع منفتح قليلاً لتسوية سياسية ولكن من غير الواضح» كيف يمكن سد الفجوات.