لطالما كان معرض إكسبو الدولي ملعبا للمهندسين المعماريين والمخترعين لعرض رؤيتهم للمستقبل.
ونسخة إكسبو 2020 دبي، الذي افتتح أبوابه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لا يختلف في هذا الامر خاصة أن موضوعه الرئيسي هو “تواصل العقول وصنع المستقبل”.
ومع تزايد الضوء المسلط على الاستدامة، أثر عام مؤثر من الفيضانات العالمية والجفاف وحرائق الغابات وموجات الحر، يقدم جناح المغرب ، الذي صممه طارق ولالو، رؤية لمساكن أكثر استدامة.
وفي هذا الإطار يقول المهندس طارق ولالو لشبكة سي إن إن الأمريكية إن الجناح تم تشيده من التراب الصخري، وهي تقنية قديمة مستخدمة في القرى المغربية، مشيرا إلى إن الجناح يوفر بديلا عن الفولاذ أو الخرسانة الكثيفة الكربون، حيث تم بناؤه باستخدام المواد الموجودة في الطبيعة ودون الحاجة للتنقل لمسافات بعيدة للحصول عليها إذ تطلب بنائه التحرك في دائرة نصف قطرها 5 كيلومترات (3 أميال) فقط من موقعه.
وتابع يقول: “ما أردنا فعله هو رفع هذا التقليد من المحلية إلى بُعد صناعي عالمي”، مؤكدا أن الجناح المبني من تلك المواد هو “أعلى مبنى على الإطلاق تم بناؤه بهذه التكنولوجيا.”
المبنى الذي يبلغ ارتفاعه 108 قدمًا متجدد الهواء، ويتركز حول فناء كما هو الحال في منازل الرياض المغربية التقليدية، ويساعد سمك الجدران في الحفاظ على برودة الداخل بفارق يصل إلى 15 درجة مئوية (59 درجة فهرنهايت) أقل من الخارج,
ويوضح ولالو أن هذه التقنية تعني عددًا قليلاً جدًا من المساحات في الجناح تحتاج إلى مكيف الهواء ، معتبرا أن هذا أمر رائع جدًا في دبي حيث يمكن أن ترتفع درجات الحرارة لمستوى مرتفع.
لا يقتصر الأمر على بناء الجناح كقرية مغربية ، ويتألف من 22 منزلاً متراصة فوق بعضها البعض متصلة بشارع متعرج واحد ، بل سيصبح أيضًا إسكانًا حقيقيًا. ففي غضون خمسة أشهر، عندما يغلق المعرض أبوابه، سيتم تحويل الجناح إلى كتلة من الشقق.
وعن هذا يقول ولالو “حس المجتمع الذي نخلقه سوف يستمر بعد ذلك لفترة أطول”.
وكشف منظمو إكسبو 2020 دبي أن عدد زوار المعرض في شهره الأول بلغ ما يقارب 2.35 مليون زيارة في الفترة من 1 إلى 31 أكتوبر/تشرين الأول.
وشهدت أنحاء موقع إكسبو في الشهر الأول فقط بعد الانطلاق تنظيم 5610 فعاليات رسمية مبهرة.
وتستمر فعاليات إكسبو 2020 دبي حتى 31 مارس/آذار 2022، ويدعو هذا الحدث الدولي الزوار من جميع أنحاء كوكب الأرض إلى أن صنع معاً عالماً جديداً في احتفال بإبداع البشر وابتكاراتهم وتقدمهم وثقافاتهم ممتد على مدار ستة شهور.