ويتم إجراء حوالي 350.000 عملية جراحية لإعتام عدسة العين في المملكة المتحدة كل عام، ويقدر أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص يبلغ من العمر 65 عامًا يعاني من إعتام عدسة العين في إحدى العينين أو كلتيهما، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وتتطور معظم حالات إعتام عدسة العين نتيجة التغيرات المرتبطة بالعمر في العدسة، وخاصة الإجهاد التأكسدي. ويحدث هذا عندما يكون هناك خلل بين الجذور الحرة (الذرات غير المستقرة التي تدمر الخلايا) ومضادات الأكسدة (التي تحافظ على الجذور الحرة تحت السيطرة).
ومع تقدمنا في العمر، يتم إنتاج عدد أقل من مضادات الأكسدة، مما يؤدي إلى الإجهاد التأكسدي وتلف الأنسجة، حيث تبدأ البروتينات والألياف في العدسة بالانهيار، ويتراكم الكالسيوم في العدسة.
ويمكن استبدال العدسة الغائمة في عملية مدتها 30 دقيقة تحت التخدير الموضعي، حيث يقوم الجراح بعمل قطع صغير في العين لإزالة العدسة واستبدالها بقطعة بلاستيكية، وقد يعني علاج الغرسة الجديدة NPI-002 من شركة
Nacuity Pharmaceuticals ومقرها الولايات المتحدة، أن مثل هذه الجراحة لم تعد ضرورية، حيث يتم تحميل الغرسة بمضادات الأكسدة وحقنها في الجسم الزجاجي – السائل الشبيه بالهلام بين العدسة وشبكية العين (المنطقة الحساسة للضوء في العين). وتطلق الغرسة محتوياتها ببطء في الجسم الزجاجي، والذي ينقلها إلى العدسة. ويشتمل المحلول على N-acetylcysteine amide وهو أحد مضادات الأكسدة الفعالة.
وأظهرت دراسة أجريت على الحيوانات من قبل أطباء العيون في جامعة واشنطن في الولايات المتحدة ومراكز أخرى أن الزرعة تمنع وتقلل من شدة إعتام عدسة العين، كما أدت إلى زيادة مضادات الأكسدة الوقائية، وخفض مستويات الكالسيوم إلى 2.5 مرة أقل من المجموعة الضابطة.
وستبدأ التجربة البشرية الأولى في الولايات المتحدة قريبًا، وستشمل 30 مريضًا تبلغ أعمارهم 65 عامًا وأكثر يعانون من إعتام عدسة العين.