saudialyoom
"تابع آخر الأخبار السعودية والعربية على موقع السعودية اليوم، المصدر الأمثل للمعلومات الدقيقة والموثوقة. انضم إلينا الآن!"

كريستيانو رونالدو المنقذ أم المربك؟

49

 خلدون الشيخ

عندما عاد كريستيانو رونالدو الى أضواء البريميرليغ والى ناديه الانكليزي مانشستر يونايتد، دبت الاحتفالات والافراح في «أولد ترافورد» وكل أرجاء انكلترا وفي كل بيت محب للاسطورة البرتغالية، لكن قلة تساءلت ان كان «الشياطين الحمر» فعلا بحاجة الى موهبة ابن الـ36 عاماً.
انجاز صفقة استعادة رونالدو الى يونايتد يندرج تحت خانة «العاطفة» بكل امتياز، فالفريق لم يكن يعاني من تسجيل الاهداف ولا من وفرة النجوم، بل كان بهدف قطع الطريق على الجار مانشستر سيتي الذي كان قريباً جداً من ضم رونالدو من يوفنتوس، وهو بأمس الحاجة الى هداف من طراز رفيع بعد رحيل ماكينة أهدافه الارجنتينية سيرخيو أغويرو، وفشل محاولته في ضم هداف انكلترا هاري كاين من توتنهام. ورغم ان هذه الصفقة مثلت استثناء للعقلية الانكليزية في ادارة أنديتها، الا ان رونالدو لم يخب الظن بتسجيل 6 أهداف في مبارياته التسع الاولى، بينها 3 أهداف حاسمة أمام وستهام في البريميرليغ وفياريال وأتالانتا في دوري الأبطال، حولت تعادلات الفريق الى انتصارات.
لكن في المقابل، عانى الفريق بشدة في الاسابيع الاخيرة، بعد بداية نارية بانتصار ساحق على ليدز بخماسية نظيفة، لكن منذ مشاركة رونالدو الأولى والفوز على نيوكاسل بتسجيله هدفين، انتصر يونايتد فقط بأربع من آخر تسع مباريات في كل المسابقات، بينها 4 هزائم، وأصبحت عروضه مبتذلة وابتعد بفارق 5 نقاط عن المتصدر تشلسي قبل جولة هذا الاسبوع، علماً ان الفريق اللندني التقى حتى الآن بكل الكبار من ليفربول والسيتي وأرسنال وتوتنهام، فيما ستكون مواجهة الجار ليفربول الليلة هي أكبر مباريات يونايتد هذا الموسم في دربي انكلترا، بل هبط مستوى الكثير من النجوم في يونايتد منذ قدوم رونالدو وتأثر أسلوب اللعب وهبط معدل الضغط على المنافسين من 24.9 الموسم الماضي الى 16.4 هذا الموسم، وبدا النجم البرتغالي الآخر برونو فيرنانديز على غير العادة تائها، وهو النجم الأول عادة منذ قدومه في مطلع فبراير 2020، وبعدما صنع بول بوغبا 4 أهداف في المباراة الأولى، اختفى عن ألقه بعد قدوم رونالدو، بل بات المدرب أولي غونار سولشاير يحتار في مكان تمركزه، فيما تحول الواعد غرينوود من رأس الحربة بعد تسجيله 3 أهدف في 3 مباريات الى مركز الجماح الأيمن، لاستيعاب رونالدو كرأس حربة. علماً أن سولشاير يعتمد الخطة 4-2-3-1 وهي الاقل شيوعا في السنوات الأخيرة بين الفرق الكبيرة، التي اعتمدت خطة 4-3-3 باختلاف الأساليب، كونها تعطيها توازنا أكثر وقدرة على حصر المنافسين، وهي المفضلة عند الكبيرين ليفربول ومانشستر سيتي، فيما تمحورت الخطة الى 3-4-3 في العامين الأخيرين، وباتت مفضلة عند الكثيرين، خصوصا بعدما اعتمدها توماس توخيل مع تشلسي وقاده الى احراز لقب دوري أبطال أوروبا بفضلها، لكن سولشاير اعتمد خطته المكشوفة 4-2-3-1 لاستيعاب فيرنانديز في مركز الرقم 10، لتنكشف عيوب الفريق كلما هاجم، كونها خطة تتماشى وتنجح مع أسلوب الهجمات المرتدة، ولأن الفريق يملك نجوماً من أصحاب السرعة العالية (غرينوود وراشفورد وبرونو) فانها قادته الى تحقيق رقم قياسي بعدم الخسارة خارج أرضه، حيث يدافع أكثر، في 29 مباراة متتالية، توقف أمام ليستر في المباراة الماضية، ومع اضافة رونالدو للتشكيلة الاساسية فان قدرته على اغلاق المساحات على الخصم والقيام بأدوار دفاعية هي أقل بكثير بما يقوم به زميله في الخط ادينسون كافاني، فمعدل ضغط رونالدو على الخصوم بلغ 12.1 في الـ90 دقيقة، هو الاقل في الفريق عدا عن قلوب الدفاع، الذين لا يتطلب منهم الضغط العالي.
سولشاير يحاول جاهدا ايجاد حلول، لانقاذ رقبته من مقصلة الاقالة، فرغم الشوط الثاني الرائع أمام أتالانتا، عندما قلب تخلفه في الأول 0-2 الى انتصار في الثاني 3-2، الا ان كثيرين على قناعة بأنه كان شوطاً استثنائيا، بسبب المعاناة في ايجاد التوازن في الفريق، خصوصا في خط الوسط، في ظل وجود المغمورين مكتومني وماتيتش وفريد.
رونالدو قد يصيب زملاءه الجدد بالرهبة بسبب هالة النجومية التي تحيط به، وربما تقود الى الاتكالية عليه بانقاذ الفريق وحده، وهو ما قاله قلبا دفاع يوفنتوس كيليني وبونوتشي، معتبرين أن رحيل رونالدو المتأخر عن الفريق قادهم الى البداية السلبية، لأنهم فقدوا هويتهم منذ الموسم الماضي، بسبب هذه الاتكالية عليه، ولهذا لم يخسر يوفنتوس في آخر 9 مباريات منذ رحيل النجم البرتغالي، بعدما أخفقوا في الفوز في أول 4 مباريات بوجوده معهم. رونالدو قبل غيره يعلم أنه لم يعد في منتصف العشرينات كي يقوم بالجري والمهمات الدفاعية، لأن مهمته الأولى هي تسجيل الاهداف، وهو يقوم بذلك على أفضل وجه، بل هو أول من يلعب دور المحمس والواعظ على مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع زملائه وابقاء المشجعين على ايمانهم القوي في قدرات الفريق، فهو قد يكون مربكاً عند البعض الا أنه يبقى المنقذ في عيون محبيه.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.