saudialyoom
"تابع آخر الأخبار السعودية والعربية على موقع السعودية اليوم، المصدر الأمثل للمعلومات الدقيقة والموثوقة. انضم إلينا الآن!"

خبيرات في إكسبو دبي 2020: ابتكار مجلس “إرثي” لمنسوجات من سعف النخيل يحقق الاستدامة في صناعة المنسوجات والأزياء

68
  • الدكتورة ساندرا بيسيك: شجرة النخيل جزء لا يتجزأ من حياتنا ووجودنا
  • الدكتورة مالغورزاتا زيمنيوسك: فهم مزايا ألياف سعف النخيل يمكننا من تطوير منتجات عضوية تستبدل المواد الصناعية والبلاستيكية
  • غاية بن مسمار: “إرثي” تتطلع لصناعة منسوجات نخيل تتميز بنعومتها ومرونتها

الشارقة، 11 أكتوبر 2021

أكد مجلس “إرثي” للحرف المعاصرة، التابع لمؤسسة “نماء” للارتقاء بالمرأة، أهمية الاستثمار في الدراسات والبحث والابتكار في المواد الطبيعية المحلية لدورها في رسم ملامح مستقبل أسواق الحرف اليدوية والتراثية والتصميم على المستويين الإقليمي والعالمي، ودعا إلى ضرورة تعزيز الابتكار في الحرف التراثية، مستعرضاً تجربته في تطوير نموذج أولي مستدام لمنسوجات سعف النخيل بعد دراسة بحثية متخصصة أجراها مؤخراً، بدعم من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.

جاء ذلك خلال حلقة نقاشية أقيمت في جناح المرأة ضمن فعاليات إكسبو دبي 2020 تحت عنوان: “دور الثقافة في تحقيق الاستدامة”، بالتعاون مع مؤسسة “نماء”، استضافت نخبة من الخبيرات في مجال البيئة والثقافة، أكدنّ خلالها قدرة نموذج “إرثي” لمنسوجات النخيل على دعم وتطوير صناعات الحرف والنسيج والتصميم في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أطلقتها الأمم المتحدة ضمن أجندة التنمية المستدامة لعام 2030.

وشارك في الندوة كلٌّ من الدكتورة ساندرا بيسيك، مهندسة معمارية حائزة على جوائز عالمية وكاتبة وباحثة ومؤلفة كتاب “عريش: العمارة بسعف النخيل”، والتي ترأست مشروع “إرثي” البحثي لتصميم نموذج أولي لنسيج النخيل، والدكتورة مالغورزاتا زيمنيوسك، الأستاذة المساعدة في معهد الألياف الطبيعية والنباتات الطبية في بولندا، وممثلاً عن “إرثي” شاركت غاية بن مسمار، مصممة الأزياء الإماراتية المتخصصة ببحوث وتطوير الحرف التراثية.

وأدارت شهد الحمادي، تنفيذي أول مشاريع التطوير والتصميم في مجلس “إرثي”، الندوة التي أقيمت على خلفية معرض للنماذج الأولية لنسيج النخيل، وهو نتاج مشروع بحثي جاء تحت إدارة وتمويل المجلس، وتضمن مجموعة صور بالأبيض والأسود توثق تفاصيل ألياف أربعة أنواع من النخيل تم تكبيرها مرات عدة تراوحت بين 40 إلى 3000 مرة بهدف استكشاف خصائصه ومميزاته.وناقشت المتحدثات في الندوة قوة الثقافة وقدرتها على إحداث تحول جذري في مسار عملية التنمية المستدامة ومساهمتها الجوهرية في الاقتصاد، وسلطنّ الضوء على دور الابتكار في استخلاص ومعالجة ألياف سعف النخيل التي من شأنها توفير خيارات جديدة للجمهور العالمي، وأكدت المشاركات على أن البحث العلمي والعملي المكثف في هذه المواد الطبيعية الأصيلة يسهم باستدامة الاقتصاد الدائري في صناعة النسيج والأزياء.

وفي معرض حديثها عن الدور التاريخي لشجر النخيل في العمارة والبناء والحرف اليدوية، قالت الدكتورة ساندرا بيسيك: “إن شجرة النخيل جزء لا يتجزأ من حياتنا ووجودنا، خاصة مع تداعيات تغير المناخ في جميع أنحاء العالم، حيث تضاعفت أهميتها، وأصبح من الضروري أن نعيد التعامل مع هذا المكون الطبيعي”.وأكدت الدكتورة بيسيك على أهمية التعاون الدولي ودوره في بناء سلسلة إمداد قوية وتكييفها مع السياقات المعاصرة، حيث يزرع شجر النخيل في أكثر من 40 دولة حول العالم، وقالت: “إن تطوير الصناعات الصغيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيفضي إلى خلق فرص عمل جديدة، ويعزز المعارف المحلية المتجذرة في ثقافة دولة الإمارات”.من جهتها، ركزت الدكتورة مالغورزاتا زيمنيوسك على سبل تطوير تقنيات معالجة الألياف الطبيعية، مشددة على خصائص منسوجات سعف النخيل بوصفها مواداً عضويّة صديقة للبيئة ومستدامة للمستقبل، لا سيما مع التوجهات العالمية الحديثة نحو استخدام المواد العضوية الطبيعية والمستدامة.وقالت: “لا يقتصر استخدام شجرة النخيل على المنسوجات، وإنما يمكن استخدامها في العمارة والبناء والعزل، بالإضافة إلى استثمارها في قطاع النقل والسيارات، وهذا ما يؤكد أهمية البحث المكثف وتعزيز الاستثمارات في التكنولوجيا اللازمة لفهم مزايا ألياف سعف النخيل ونقاط قوتها واستخداماتها المتنوعة، وتطوير المنتجات العضوية الطبيعية التي يمكنها أن تستبدل المواد الصناعية والبلاستيكية”.

بدورها، أوضحت غاية بن مسمار كيف شكل شجر النخيل مصدر إلهام لها في تصاميمها وأعمالها، مؤكدة أن استكشاف مجلس “إرثي” لطرق استخدام سعف النخيل المبتكرة ودمجها في حرفة السفيفة أسهم بتعزيز نطاق هذه الحرفة من حيث التصاميم والأنماط، مشيرة إلى جهود المجلس في استخدام مواد جديدة مثل جلود الإبل، واللباد، والصلصال، والزجاج في الحرف اليدوية التقليدية.

وقالت: “كشفت نتائج البحوث التي أجراها المجلس الخصائص الفريدة لسعف النخيل، وسلط الضوء على أبرز مزاياه مثل مرونته وشدة مقاومته، وأصبح هدفنا المقبل في المجلس أن نصنع منسوجات نخيل تتميز بنعومتها ومرونتها ومواءمتها لجميع أنواع الملابس، نعزز من خلالها مكانة الشارقة في أسوق المنسوجات المستدامة على المستوى العالمي”.

“إرثي” يطلق وثيقتين بحثيتين في إكسبو دبي 2020

وشهدت الندوة إطلاق كتيبين يضمان دراستين توثقان لبحوث المجلس حول ألياف سعف النخيل والصبغة المستخلصة من مواد طبيعية مخصصة لصباغته بألوان مختلفة، والنتائج الناجمة عن هاتين الدراستين البحثيتين.

ويتناول الكتيب الأول بحوث المجلس المتعلقة بشجر النخيل باستخدام العمليات التجريبية التي أجريت في إمارة الشارقة، وأمستردام، والمملكة المتحدة، والتي تمهد الطريق لإنتاج أقمشة من منسوجات طبيعية، وتوظف الابتكار للاستفادة من سعف النخيل كمادة خام مستدامة تستخدم في الحرف اليدوية المحلية، كما كشف المجلس عن أول نسيج صُنع من سعف النخيل خلال المرحلة الأولية من البحث، أما الكتيب الثاني الذي جاء بالتعاون مع منصة (The Alchemy of Dyeing) فيوثق الوصفات الطبيعية والمستدامة لصباغة سعف النخيل.

يشار إلى أن مجلس “إرثي” للحرف المعاصرة حريص على إجراء أبحاث مكثفة لرعاية وتوثيق الممارسات الحرفية في دولة الإمارات العربية المتحدة للحفاظ على التقاليد الحرفية والارتقاء بها وإثراء معرفة الأجيال القادمة والحرفيين، وتعد مجموعة “إرثي” الأرشيفية المتزايدة باستمرار أمرًا حيويًا للحفاظ على الإرث العريق للتراث الثقافي للأمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.