يرسم إكسبو 2020 دبي خارطة عالمية لمستقبل الطاقة النظيفة من خلال استعراض وتبني أحدث ما توصلت إليه دول العالم من تكنولوجيا الإنتاج والنقل والتخزين والحلول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
ويشكل المعرض منصة لمعالجة قضايا المستقبل الملحة وفي مقدمتها تخفيض الانبعاثات الكربونية ورفع كفاءة التقنيات الحالية وإيجاد مصادر بديلة بما يتوافق مع رؤية الإمارات 2070 والطموحات العالمية في مواجهة تحديات المناخ وندرة مصادر الطاقة التقليدية.
ورصدت «الرؤية» العديد من الحلول والتقنيات، وتجارب دول وشركات في مجال الطاقة النظيفة خلال مشاركتها في إكسبو 2020 ومعرض ويتيكس ودبي للطاقة الشمسية، وأبرزها روبوتات وشاحنات ذاتية القيادة وأنظمة ذكاء اصطناعي.
86 مليار درهم استثمارات ديوا خلال 5 سنوات
كشف العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، مؤسس ورئيس معرض ويتيكس ودبي للطاقة الشمسية، سعيد الطاير أن حجم استثمارات الهيئة خلال الخمس سنوات القادمة تبلغ 86 مليار درهم، تتوزع 46% على القطاع الخاص و54% للبنية التحتية وشبكات الكهرباء الذكية.
وأضاف الطاير أن الهيئة تركز اهتمامها على كفاءة الطاقة في المنتجات المقدمة من الشركات العالمية والتي تتنافس بقوة في هذه الصناعة، مثل مدى كفاءة الطاقة العالية في الألواح الكهروضوئية والقدرة على اقتنائها وتقديمها كخدمات.
وذكر الطاير أن الهيئة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في العديد من خدماتها، مثل الروبوت رماس في مراكز سعادة العملاء والذي جرى تلقينه خلال 3 سنوات للرد على العملاء، كما لديها العديد من النماذج الأولية لمشاريع تعتمد على الذكاء الاصطناعي وهي قيد التجريب حالياً وسيتم اعتمادها خلال السنوات القادمة.
برون بوكس للذكاء الاصطناعي
وقال الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لشركة الجودي تيكنولوجيز الإماراتية، مراد عبدالكريم، إن نظام «BRAINBOX» يقوم بتوفير الطاقة باستخدام الذكاء الاصطناعي الذي يجري تعديلات دقيقة باستمرار على نظام التدفئة والتهوية والتبريد الموجودة في المباني التجارية والمكاتب والمولات والمطارات والفنادق وغيرها.
وذكر أن النظام هو تكنولوجيا كندية تقوم بتوفير 25% من إجمالي الطاقة المستخدمة في المبنى، كما يخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 40%، كما أن النظام مرتبط بالأرصاد الجوية لمعرفة حالة الطقس ويرصد أعداد المتواجدين في المبنى أيضاً.
شاحنة هجينة وذاتية القيادة
وقال المسؤول التنفيذي في شركة «EVOCARGO» المتخصصة في إنتاج الشاحنات اللوجستية المتطورة ذاتية القيادة، دانيال ألدوخيين، إن الشركة عرضت اليوم بجناح المعارض في إكسبو شاحنة «EVOCARGO» ذاتية القيادة والتي تعتمد على الطاقة الكهربائية وخلايا الهيدروجين بالكامل مخصصة لنقل البضائع والمعدات في مناطق محددة كالمصانع والمطارات وليست مخصصة للمناطق العامة.
وأضاف أن الشاحنة تعتبر ثورة في عالم النقل واللوجستيات الصديق للبيئة ويراعي التوجهات العالمية نحو الطاقة النظيفة، لافتاً إلى أن الشاحنة تستطيع أن تسير بسرعة 30 كم في الساعة بحمولة 1.5 طن، كما تستطيع القيادة لمسافة 1000 كم بشحن كامل البطارية الكهربائية وتحميل خلايا الهيدروجين.
وذكر ألدوخيين أن شحن كامل البطارية الكهربائية بالشاحن السريع يستغرق 40 دقيقة فيما تصل المدة إلى 6 ساعات عبر الشاحن العادي، كما تتيح الشاحنة إمكانية استبدال البطارية بأخرى مشحونة ما يختصر الكثير من الوقت ولا سيما أن هذه الميزة غير متاحة في أغلب السيارات الكهربائية، فيما يحتاج ملء خلايا الهيدروجين إلى 10 دقائق فقط.
الروبوت «مرافق»
وقال المسؤول التنفيذي في قسم الابتكار في ديوا، محمد المهيري إن الهيئة توظف اليوم الروبوت «مرافق» الذي يشحن بالطاقة الكهربائية في عمليات الهيئة التي تحتاج إلى الفحص والتدقيق والمراقبة والتتبع واكتشاف التسريبات في الكهرباء والمياه والغاز، ولا سيما أنابيب المياه والمناطق تحت الأرض التي يصعب على البشر الوصول إليها.
وأضاف المهيري أن الروبوت الذي يبلغ سعره 75 ألف دولار ومن تصميم شركة بوسطن دينامكس، يستطيع تقديم صورة ثلاثية الأبعاد للمكان المستهدف، كما يستخدم في توصيل المعدات أو المساعدات الطبية أو الخدمات أيضاً، كما يمكن وصله بطائرة بدون طيارة للحصول على رؤية أفضل.
وذكر المهيري أن الهيئة تستخدم اليوم روبوتين من «مرافق» يتم برمجتهما للعمل في الميدان، إما بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي أو بالتحكم بهما عن بعد، لافتاً إلى أن الهيئة تسعى عبر توظيف هذه التكنولوجيا إلى تقليل التكاليف وتحقيق جودة أعلى مراقبة وتتبع الأجهزة والمعدات والبنية التحتية لديها، ومزيد من الاعتماد على المعدات باستخدام الطاقة النظيفة.
تبريد السيرفرات بطريقة الغمر
واستعرضت الهيئة أيضاً، نظاماً جديداً لتبريد السيرفرات وأنظمة البيانات بطريقة الغمر بسائل عازل للكهرباء.
وأشار مدير تطوير أعمال في ديوا امتياز خان، إلى أن أنظمة التبريد التقليدية تستهلك الكثير من الطاقة، فيما يمكن للمؤسسات والشركات التي تعتمد هذه التقنية أن تصل إلى وفرة تراوح بين 40 و50% في استهلاك الطاقة التي تتطلبها عملية التبريد.
وأوضح أن هذه التقنية غير مكلفة، وأن طرحها تجارياً يمكن أن يتطلب نحو 6 أشهر من الآن.
ضبط جودة شبكات الطاقة المتعددة
وتستعرض «هيتاشي إيه بي بي باور جريدز» العالمية العاملة في مجال الطاقة والتقنيات خدماتها في مجالات الاستدامة والكهرباء والتقنيات الرقمية.
وتحدث المدير التنفيذي لشركة «هيتاشي إيه بي بي باور جريدز» في منطقة الخليج العربي والشرق الأدنى وباكستان الدكتور مصطفى الجزيري، عن التقنيات التي تقدمها الشركة إلى عملائها في مجال ضبط جودة شبكات الطاقة في ظل تعدد مصادر الطاقة حالياً، حيث يمكن أن يؤدي توليد الطاقة من مصادر متعددة كالمحطات الكهربائية من جهة ومحطات الرياح من جهة أخرى بالإضافة إلى المصادر التقليدية للطاقة إلى حدوث عدم توازن.
وأشار إلى تنوع محفظة الشركة مع العديد من الحلول الكهربائية والتكنولوجيّة، التي ستسهم في مساعدة العملاء في تجاوز التعقيدات ورفع الكفاءة وتسريع التحول إلى مستقبل طاقة خالٍ من الكربون.
وقال «نحن الآن في مرحلة التحول إلى أن تكون جميع أعمالنا صديقة للبيئة والتحول في هذا المجال سريع، والمستهدف أن تكون كل أعمال الشركة صديقة للبيئة».
حافلات صديقة للبيئة
كما تحدث الجزيري، عن خدمات الشركة في مجال بناء محطات الشحن الكهربائي وتطوير البنية التحتية لشبكات شحن الحافلات، والتي تقوم على أساس بناء وتطوير نظام متكامل من بنية تحتية وشواحن أساسية وفرعية.
وأوضح أن الشواحن الفرعية هي عبارة عن وسيلة سريعة لتزويد الحافلة بالطاقة الكهربائية أثناء وصولها إلى كل موقف، إذ يمكن أن يتم رفد الحافلة بطاقة تمكنها من الوصول إلى المحطة التالية لتحصل على جرعة شحن إضافية وهكذا، لافتاً إلى أن عملية الشحن الرديفة في المحطات الفرعية يمكن أن تتم خلال 15 أو 20 ثانية وهي فترة صعود أو نزول الركاب.
وتابع «الشحن ضمن المحطات الفرعية هو عملية رديفة، فعملية الشحن التام للحافلة تتم في المحطات الأساسية أثناء توقفها عن العمل في الفترة الليلية على سبيل المثال».
وأفاد الجزيري، بوجود العديد من المفاوضات مع جهات محلية من أجل تطوير وبناء شبكة خطوط حافلات بالتعاون مع مزود ثالث لتصنيع الحافلات.
استمطار صديق للبيئة
وأفادت مديرة برنامج الإمارات لعلوم تحسين المطر في المركز الوطني للأرصاد علياء المزروعي، بأن عمليات الاستمطار تقام في الدولة وفق أفضل المعايير وباستخدام مواد «شعلات ملحية» صديقة للبيئة بالكامل تطلق إما عبر الطائرات أو بالمولدات الأرضية.
وأوضحت أن الأملاح المستخدمة في عملية الاستمطار هي مواد طبيعية.
وأشارت إلى أن عدد الطلعات الجوية خلال العام الماضي 2020 بلغ 390 طلعة بواقع 1170 ساعة، فيما بلغ عدد الطلعات خلال العام الجاري ولغاية أمس 232 طلعة بلغ عدد الشعلات التي أطلقتها 4539 شعلة ملحية، ووصلت الشعلات التي أطلقتها المولدات الأرضية التي تتموضع على الجبال 233 شعلة.
وبينت أن عمليات الاستمطار تقام على مدار العام، الأمر الذي يعتمد على ظروف جوية معينة وتوفر سحب ركامية مناسبة لعملية الاستمطار.