ولكن فايت روسنر أستاذ علم نفس الأطفال والمراهقين، في مدينة دريسدن الألمانية يقول إنه من المستحيل تقريبا وقف مثل هذا السلوك. ويوضح: “التشنج مثل الحازوقة؛ أنها حركة مفاجئة تكرر نفسها ولا يمكن السيطرة عليها بمحض إرادتك”.
والأسباب المحتملة كثيرة. فربما الطفل يحاول التنفيس عن بعض التوتر الداخلي أو يواجه تغيراً كبيراً لا يمكنه معالجته مثل بداية الانتظام في المدرسة. وربما يشعر بالملل فحسب.
وفي كل الأحوال، تقول دانا مونت، وهي استشارية تعليم لدى الحكومة الألمانية، إنه يجب على الآباء أن يظلوا هادئين. وتضيف، “بشكل عام تختفي بمفردها”.
التشنجات مثل طرفة عين أو التكشيرة أو الاستنشاق يمكن أن تحدث بشكل مؤقت في 15% من أطفال المدارس الابتدائية ثم تختفي بعد أسابيع قليلة. ومازالت الأسباب الدقيقة غير واضحة.
وبالإضافة للتشنجات، يطور بعض الأطفال سلوكيات طقوسية أو قهرية مثل عدم ترك المنزل بدون لعبتهم المفضلة أو تجنب السير على التصدعات بالرصيف. وتقول مونت: “أحياناً ما يحتاج الأطفال إلى طقس لفترة معينة من الوقت ليشعروا بالأمان”.
وتنصح مونت الآباء بـ”ملاحظة ما سبق ولكن عدم التركيز عليه بشكل دائم”. المهم ألا يشعر الطفل أنه يتم استفزازه.
وتقول ميشائيلا فيلهاوك-فويكار، المعالجة النفسية للأطفال والمراهقين، الموجودة بألمانيا، إنه يجب على الآباء ألا يفاقموا الوضع بالانزعاج.
ويمكن للآباء تجربة التحدث مع الأطفال في سن المدرسة الابتدائية عن هذا الأمر ولكن بدون الطلب منهم أن “يوقفوا السلوك على الفور” ولكن بهدف معرفة أسبابه.
وينصح روسنر الآباء بتدوين ملاحظاتهم ويقول: “في الحياة اليومية، يفقد المرء بسرعة حس مدة استمرار سلوك معين”. ويضيف أن ثلاثة أشهر وقت كافي “لإلقاء نظرة أخرى على ماذا وكيف يتطور شيء ما”.
ولكن إذا ما ترسخت التشنجات أو السلوكيات القهرية لدرجة أنها تتعارض مع الحياة اليومية للطفل، يجب هنا استشارة خبير.