وأوضح الطبيب الاستشاري في معهد الأعصاب في كليفلاند كلينك أبوظبي أن العلاج الجديد يتضمن تركيبة هلامية تسمى دودوبا – Duodopa®، والتي تساعد على زيادة مستويات الدوبامين في الجسم من خلال امتصاصها سريعاً في الأمعاء الدقيقة، علما بأن المرضى المصابين بمرض باركنسون عادة ما يعانون من انخفاض أو هبوط مستويات الناقل العصبي (الدوبامين)، والذي يلعب دوراً مهماً في وظائف الحركة وتنسيقها.
ويتم ضخ التركيبة الهلامية المعوية مباشرة في الأمعاء الدقيقة على مدار 16 ساعة بواسطة مضخة محمولة. وفي حالة استجابة المريض للعلاج، يمكنه التوقف عن تناول الدواء عن طريق الفم. وبدلا من ذلك، يتم ضخ جرعة تركيبة الدوبامين إلى الدماغ بشكل متواصل خلال اليوم. ويساعد هذا الدواء في تحقيق انخفاض ملحوظ في الأعراض، التي يعاني منها المرضى مثل تصلب العضلات وبطء الحركة والرعشة.
بديل للتحفيز العميق للدماغ
ولفت الدكتور أوم ميتال إلى أن العلاج بالمضخة يعد خيارا مناسبا للمرضى، الذين لا يمكن إحالتهم لتلقي العلاج بالتحفيز العميق للدماغ نتيجة وجود عوامل قد تمنع إجراء جراحة في الدماغ مثل مشاكل التوازن أو معاناة المريض من القلق أو الاكتئاب أو مشاكل إدراكية أخرى.
وبالنسبة لهؤلاء، فإن هذه التركيبة الهلامية، التي تُعطى مباشرة في الأمعاء، تؤدي إلى تسريع عملية الامتصاص وبالتالي تحقيق نتائج أفضل مقارنة بالأدوية، التي يتم تناولها عن طريق الفم.
وفي البداية يتم إعطاء المرضى، الذين تتناسب حالتهم مع هذا النوع من العلاج، الدواء بواسطة أنبوب أنفي معِدي مؤقت لمدة 24 إلى 48 ساعة. وفي حال استجابت أجسامهم للعلاج وخفت الأعراض، يتم تزويدهم بمضخة تساعد على التحكم بالدواء طوال اليوم. وتتم هذه العملية بواسطة المنظار وتتضمن إجراء شق صغير في المعدة يتم من خلاله إدخال أنبوب تغذية عبر المعدة إلى الأمعاء الدقيقة.
مضخة بحجم الكف
ويرتدي المريض مضخة بحجم الكف تعمل بالبطارية ومتصلة بهذا الأنبوب بطريقة تشابه ارتداء الحزام حول البطن أو الرقبة، وذلك لمواصلة ضخ الدواء. وتحتوي العلبة الموجودة في المضخة على الجرعة الموصوفة من قبل الطبيب ومعدل الدواء لمدة 16 ساعة، ويجب تغييرها كل يوم.
وأوضح الدكتور أوم ميتال أن هذا النوع من العلاج يلغي حاجة المريض لتناول الأدوية عن طريق الفم طوال اليوم ويمنح المريض المزيد من الاستقلالية. وتشمل الفوائد الأخرى للعلاج تحسنا فوريا في الأعراض وتقلبات حركية أقل وذلك بفضل المضخة، التي تعمل على استمرارية وضبط تغذية الجسم بجرعات “الدوبامين”، بصورة تشبه تماما الطريقة، التي اعتادت أجسامنا على القيام بها. وعلى المدى الطويل، يتيح ذلك للمرضى ممارسة الأنشطة البدنية، التي ندرك أنها تبطئ تطور المرض نفسه.
واختتم الدكتور أوم ميتال بالقول: “غالبا ما يفقد المرضى الأمل عندما يتم إخبارهم بأنهم مصابين بمرض باركنسون؛ لأنهم يعتقدون أنهم سيمضون حياتهم طريحي الفراش أو على كرسي متحرك، ولكن الحقيقة هي أن المرضى يمكنهم أن يعيشوا حياة طويلة ومستقلة بشرط زيارة طبيب أعصاب متخصص في اضطرابات الحركة لتقييم مختلف الخيارات العلاجية المتقدمة والمتوفرة الآن.”