تمكن العلماء من جعل الأدمغة الصغيرة التي نمت في المختبر تطور هياكل بدائية للعين يمكنها استشعار الضوء والتواصل مع بقية الدماغ.

وتُزرع الكتل الكروية، المعروفة باسم “عضيات الدماغ”، في طبق من الخلايا الجذعية، والتي يمكن أن تضاعف وظيفة أي خلية جسدية أخرى. واستخدم الباحثون في معهد هاينريش هاينه للوراثة البشرية في دوسلدورف بألمانيا الخلايا الجذعية لتنمية أزواج من أشباه العضويات من “الكؤوس البصرية”، وهي مرحلة مبكرة من تكوين العين تتطور عندما يبلغ عمر الجنين حوالي خمسة أسابيع.

ويبلغ عرض العضيات حوالي 3 ملليمترات (0.1 بوصة) فقط، والكؤوس البصرية صغيرة الحجم، بقياس 0.2 ملليمتر فقط (0.008 بوصة) لكل منها، ومع ذلك، فإنها تنمو كأزواج متطابقة، ولديها بعض سمات العيون الحقيقية، بما في ذلك القرنيات والعدسات وشبكية العين البدائية، مما يسمح لها “برؤية” الضوء، كما أنها تطور الخلايا العصبية التي تسمح لها بالتواصل مع “الدماغ” الرئيسي.

ووفقاً للبحث الذي نشر في مجلة Cell Stem Cell عندما تم تعريض الكؤوس البصرية للضوء، اكتشف الباحثون إشارات كهربائية تنتقل على طول مساراتها العصبية، مما يشير إلى أن نوعًا من المعلومات المرئية يتم نقلها.

ومن بين 314 من عضيات الدماغ التي تم اختبارها في الدراسة، تم تطوير حوالي ثلاثة أرباع الكؤوس البصرية بالكامل بعد حوالي 60 يومًا، أي ما يعادل ما يحدث في الأجنة البشرية.

وقال كبير مؤلفي الدراسة جاي جوبالاكريشنان “يسلط عملنا الضوء على القدرة الرائعة لعضويات الدماغ على توليد بنى حسية بدائية حساسة للضوء وتأوي أنواعًا من الخلايا مماثلة لتلك الموجودة في الجسم. ويمكن أن تساعد هذه العضيات في دراسة تفاعلات الدماغ والعين أثناء نمو الجنين، ونمذجة اضطرابات الشبكية الخلقية، وتوليد أنواع خلايا شبكية خاصة بالمريض لاختبار الأدوية وعلاجات الزرع”.

ويعتقد الباحثون أن هذه التجارب يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى نمو شبكية العين في المختبر، لمساعدة أولئك الذين يعانون من فقدان البصر، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.