أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الأربعاء، أنه لا تغيير في موقفها بخصوص الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها بين الرباط وجبهة ”البوليساريو“.
وجاء هذا الإعلان خلال ندوة صحفية عُقدت بمقر وزارة الخارجية المغربية، عقب لقاء جمع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، مع القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي بالنيابة في مكتب شؤون الشرق الأدنى، جوي هود.
وفي هذا الصدد، أكد هود أنه ليس هناك ”أي تراجع لدى إدارة بايدن بخصوص مسألة اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء“.
وشدد هود على أن بلاده تدعم ”حلا مقبولا لدى جميع الأطراف يؤدي إلى تحقيق السلم“، مؤكداً أن الولايات المتحدة ”تؤيد بشدة جهود الأمم المتحدة من أجل تعيين مبعوث شخصي للأمين العام إلى الصحراء الغربية بأسرع ما يمكن“.
وأشاد المسؤول الأمريكي بالعلاقات التي تجمع البلدين، قائلا إن ”المغرب شريك وثيق للولايات المتحدة في مجموعة من الملفات“.
ويسيطر المغرب على الجزء الأكبر من الصحراء الغربية لكن الأمم المتحدة لا تعترف بسيادته عليها.
وكان 27 نائبا في الكونغرس طالبوا الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قبل أشهر بإلغاء قرار سلفه، دونالد ترامب، حول الصحراء الغربية.
وذكرت تقارير إعلامية مغربية حينها، أن اللوبي الأمريكي الموالي لجبهة ”البوليساريو“ في الكونغرس يمارس ضغوطات كبيرة على إدارة بايدن من أجل التراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء؛ لكن هذه المطالب تلاقي معارضة شديدة من قبل المدافعين عن العلاقات التاريخية بين الرباط وواشنطن.
واستبعدت المصادر ذاتها نقلا عن مصادر مطلعة على ملف الصحراء أن تضحي إدارة بايدن بالعلاقات بين الرباط وواشنطن، ولا سيما أن المغرب يعد أحد أقوى شركاء الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.
وقبل أسابيع قليلة، اختتمت أقوى مناورات عسكرية مشتركة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، والتي شملت منطقة المحبس القريبة من الجدار العازل وذلك لأول مرة منذ انطلاق هذه التمارين في القارة الأفريقية.
وبدأ النزاع حول إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الخلاف بين المغرب وجبهة ”البوليساريو“ إلى نزاع مسلح، استمر حتى 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكمًا ذاتيًا كحل تحت سيادتها، بينما تطالب ”البوليساريو“ بتنظيم استفتاء لتقرير المصير.