saudialyoom
"تابع آخر الأخبار السعودية والعربية على موقع السعودية اليوم، المصدر الأمثل للمعلومات الدقيقة والموثوقة. انضم إلينا الآن!"

كيف يتحكم “قرن آمون” في طريقة اتخاذ قراراتك؟ دراسة تجيب

69

أدرك العلماء منذ فترة طويلة أن “قرن آمون” الموجود في المخ مهم في الذاكرة طويلة المدى. فهو المكان الذي تتحول فيه الذكريات قصيرة المدى إلى ذكريات طويلة المدى، بعد أن ثم يتم تخزينها في مكان آخر من الدماغ.

وتوصلت دراسة حديثة أجراها مركز نورث ويسترن ميديسين الطبي بولاية إلينوي الأمريكية، أن “قرن آمون” يلعب دوراً في الذاكرة قصيرة المدى، ويمثل مرشداً لاتخاذ قرارات.
و”قرن آمون” أو “حصان البحر” أو “الحُصيْن”، مكون رئيسي لأدمغة البشر والفقاريات الأخرى. ولدى البشر والثدييات الأخرى زوج من الحُصيْن. وقد سمي بذلك بسبب التشابهه مع فرس البحر.
وقال معدو الدراسة إن نتائجها تلقي الضوء على كيف يساهم “قرن آمون” في الذاكرة والاستكشاف، وهو ما قد يؤدي إلى أساليب علاج لاستعادة وظائف “قرن آمون” التي تتأثر جراء أمراض الشيخوخة والتنكس العصبي المرتبطين بالذاكرة، مثل الخرف.

كيف تساعدنا الذاكرة في مسح البيئات الجديدة؟

تخيل أنك تسير في أحد الشوارع وتلاحظ سيارة متوقفة على نحو مريب في حديقة جارك. ربما لا يستوقفك المشهد كثيراً، وستمضي في طريقك. ولكن عندما ترى سيارة إسعاف وعربة إطفاء تقتربان من موقعك، تترابط النقاط وتنظر أنت إلى الوراء لترى مشهد الحادث.
وباستخدام الذاكرة قصيرة المدى لإرشادك إلى أين تنظر، يسمح “قرن آمون” لك بإعادة فحص السيارة وتشكيل ذاكرة دائمة عن الحادث، بحسب ما نقله موقع نيوروساينس نيوز دوت كوم.
وقال جيمس كراجيل، وهو زميل أبحاث ما بعد الدراسة في كلية فينبرج للطب بجامعة نورث وسترن: “في أي لحظة، يبادر العقل سريعاً بتحركات بصرية لا يكون الإنسان واعياً لها. تشير نتائجنا إلى أن قرن آمون يستخدم الذاكرة لإبلاغ العينين إلى أين تنظران، وبالتالي حث جهاز الرؤية على التعلم وإعادة تقييم بيئتنا خلال التحرك”.
وأضاف: “إذا لم تنظر إلى الوراء وترى الحادث، قد لا تقوم بتشفير هذه المعلومة المهمة ولكن باستخدام استعادة الذاكرة قصير المدى، يمكن ربط الخيوط الرئيسية معاً، وتذكر تفاصيل تعطي ذكريات أكبر. ويعود الأمر كله إلى ربط العلاقة بين تلك العناصر المتباينة التي تسمح لك بتذكرها فيما بعد بطريقة أسهل”.
كيفية اتخاذ القرارات
وقال المشرف على الدراسة، جويل فوس، الأستاذ المساعد في العلوم الاجتماعية الطبية وعلم الأعصاب وعلم النفس والعلوم السلوكية في فينبرج: “تؤكد هذه النتائج أنه رغم أن الذاكرة التي تعتمد على قرن آمون تعتبر على نحو نموذجي شيئاً من الماضي، هي في الواقع تعمل في اللحظة الراهنة لتحسين سلوكنا ومن أجل لاتخاذ القرار”.

وأضاف: “هذا أمر رئيسي في فهم وظائف قرن آمون وتطوير علاجات فعالة لاضطرابات الذاكرة”. وأوضح: “الأمر أشبه باستخدام ذاكرتك للتخطيط لما تتوقعه، ثم عندما تفشل في مواءمة ذلك مع ما يحدث فعليا، ينشط قرن آمون لإعادة التقييم، ثم يقوم بتحديث إدراكك الحالي لما يحدث”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.