عند وصول هذه الفطريات التي يمكن أن تنشأ في أي مكان بما في ذلك الهواء، إلى بيئة مواتية، فإنها تبقى داخل الأنسجة، وتُنبت الجراثيم، وتتسبب بنمو خيوط تطلق عصارات مدمرة تهضم أنسجة المضيف وتوفر التغذية للفطريات سريعة النمو. عندما تنمو الفطريات في التجويف الأنفي فإنها تدمر بلا هوادة الأنسجة المضيفة المحيطة.
ويمكن لهذا الفطريات، تدمير العظام في تجويف الأنف والجيوب الأنفية، والحنك الصلب، وعظام الحجاج والحجرة العينية، مما يؤدي إلى انتفاخ العينين وفقدان البصر.
كما يمكن للفطريات أن تخترق قاعدة الجمجمة، وتسد الشرايين الرئيسية والبحيرات الوريدية، مما يؤدي إلى حدوث جلطات دماغية ونزيف خطير يهدد الحياة.
وبحسب الخبراء، فإن الجراثيم يمكن أن تنتقل أحياناً إلى أعماق الجهاز التنفسي وتستقر في الحويصلات والقصيبات الهوائية في الرئة، ما قد يتسبب بنمو الفطريات بسرعة وتدمير أنسجة الرئة، قبل أن تنتشر إلى نظام الدورة الدموية، وتشكل خطراً حقيقياً على حياة المريض.
لماذا تؤثر الفطريات السوداء على مرضى كورونا؟
يمكن أن يصاب المرء بالفطريات السوداء، في أي وقت بعد الإصابة بفيروس كورونا، سواء أكان ذلك في المستشفى أو بعد عدة أيام من الخروج من المستشفى.
يتسبب فيروس كورونا بحدوث تغيير في البيئة الداخلية للمضيف للفطر، كما يحفز نمو الفطريات عن غير قصد. يضر فيروس كورونا بالغشاء المخاطي لمجرى الهواء والأوعية الدموية، ويسبب زيادة في الحديد في الدم وهو أمر مهم جدًا لنمو الفطريات.
كما أن المضادات الحيوية واسعة الطيف التي تستخدم في علاج كورونا، لا تقضي على البكتيريا المسببة للأمراض فحسب، بل تقضي أيضًا على المقاييس الوقائية للجسم، مما يقدم بيئة مناسبة لنمو الفطريات.
إضافة إلى ما سبق، تعمل التهوية طويلة المدى على تقليل المناعة وهناك تكهنات بأن الفطريات تنتقل عن طريق مياه المرطب التي يتم إعطاؤها مع الأكسجين، بحسب ما أوردت صحيفة إنديان إكسبرس.