saudialyoom
"تابع آخر الأخبار السعودية والعربية على موقع السعودية اليوم، المصدر الأمثل للمعلومات الدقيقة والموثوقة. انضم إلينا الآن!"

صراع تشلسي والريال نقطة التحول بين زعامة الانكليز والاسبان!

49

خلدون الشيخ

عندما يلتقي تشلسي مع ريال مدريد ليلة الأربعاء المقبل، لن تكون مجرد مباراة حاسمة للتأهل الى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، بل تتخطاها في القيمة، لانها ستكون نقطة التحول الى الزعامة الانكليزية المطلقة في مقياس شعبية الكرة الأوروبية على حساب عمالقة الليغا والكالشيو.
عندما حاول فلورنتينو بيريز رئيس الريال، انشاء مسابقة الدوري السوبر الأوروبي قبل نحو أسبوعين، في صورة انشقاقية على النظام المتبع الذي يحمي حق جميع الاندية في القارة، عبر هيئة تنظيمية تحمل اسم اليويفا، فانه حاول بصورة بائسة حماية فقط ناديه وزمرة من الأندية المتعثرة والجشعة من مستقبل مجهول، بل المعلوم منه كان نهاية الشعبية الجارفة لعملاقي الكرة الاسبانية، والانتقال تدريجياً الى الشق الشمالي الغربي من القارة، وتحديداً الى الدوري الانكليزي، وبالتالي انتقال الاهتمام والاستثمارات والرعاة والمشاهدين الى الدوري الذي يعد الأشرس والأشهر في العالم. بيريز يعلم ان عالم كرة القدم دوار، وبقاء الحال من المحال، وان العصر الذهبي للنادي الملكي ومواطنه الكتالوني في طريقه الى الأفول.
عاشق كرة القدم في عالمنا العربي المولود في الثمانينات، فتح عيناه على عشق الكرة الأوروبية عبر الدوري الايطالي، الذي كان يجذب كل الانظار والاهتمام ويحوي أهم النجوم في العالم، وهو كان مثلما هو البريميرليغ اليوم، كل انديته العشرين تحوي نجوماً، وكل لاعب موهوب أمنية حياته اللعب في الكالشيو، فكان غريزياً البحث عن ناد بين الكبار يشجعه، فينجذب الى الالقاب ومن يحقق أبرزها كميلان والانتر واليوفي، أو عبر الاعجاب برونق نجم معين. لكن سرعان ما بدأت المنافسة تحتدم بين كبار الكالشيو الى درجة الشراسة، عبر تضخيم بدل انتقالات اللاعبين ورواتبهم لضمان الحظي بخدماتهم، بل التفكير في أساليب ملتوية وخارجة عن القانون لكسب معارك المباريات، عبر رشوة الحكام والتلاعب بالنتائج لمصلحة الفريق، وهذا تلقائيا قاد اما الى اعلان افلاس عدد من الاندية ومعاناتها ماديا بسبب التضخم الكبير الذي فاق قدراتها الاقتصادية، او الى فضائح قادت الى محاكم وعقوبات على غرار «كالشيو بولي»… وفي منتصف العقد الأول للألفية الجديدة، كان الدوري الايطالي ينازع، والأندية تحتضر والنجوم تهاجر، ليخطف البريميرليغ سحر المنافسات الشرسة منه وينقلها الى صراعات الأربعة الكبار (مانشستر يونايتد وتشلسي وارسنال وليفربول)، في الوقت الذي كان شاب اسمه ميسي يتحضر لخطف انتظار العالم، ومع مدرب اسمه غوارديولا لديه أفكار ثورية، ألهبت مشاعر جماهير اللعبة. وفي غضون عامين كان عدوه اللدود الريال يعد العدة بنجم من نوع الفضائيين هو كريستيانو رونالدو مع مدرب ذي كاريزما هو جوزيه مورينيو، لينقسم العالم بأسره في العقد الثاني من الألفية، الى مشجع للريال بشعار «مدريدي حتى لو قطعوا وريدي»، والبارسا بشعار «برشلوني حتى لو قتلوني»، لينسى الجميع سحر الكالشيو المندثر، ويضع على الرف صراعات البريميرليغ المثيرة التي اصبحت سداسية بانضمام السيتي وتشلسي الى الأربعة الكبار، لأن صراعات ميسي ورونالدو و»ام أس ان» ضد «بي بي سي» كانت محتدمة. وظلت هذه الشعبية الجارفة الى أن جاء الوقت في 2018 أن أعلن رونالدو الرحيل، ليأخذ معه شريحة كبيرة من عاشقيه الى اليوفي. لكن هذه الصفقة، في حين انها أوقفت الاهتمام بـ»الليغا» لكنها لم تعد السحر الى الكالشيو، ليعود الاهتمام أكبر بالبريميرليغ المتنوع أكثر في مراكز القوى، والمتوازن أكثر في توزيع ثرواته عبر حقوق النقل التلفزيوني.
بيرير يقول عن مشروع الدوري السوبر المشؤوم الفاشل، انه لانقاذ كرة القدم، لأن الكثير من صغار السن ما بين 16 و24 سنة لم يعودوا يحضرون كرة القدم، وهي أرقام حقيقية، لكنه حصل عليها من قسم المتابعة والاحصاء داخل الريال وما يتعلق بحضور مباريات الملكي، لانه يقول أنه عمل على هذا المشروع طيلة 3 سنوات، أي بعدما رحل رونالدو، والذي كان سبباً في عزوف الصغار عن مشاهدة مباريات الريال، ولهذا سيمثل رحيل ميسي عن برشلونة المسمار الأخير في نعش الدوري الاسباني، خصوصا اذا قرر الانتقال الى الدوري الانكليزي. وهكذا يدور فلك كرة القدم، ولهذا كان الرفض قاطعا وشرسا لمشروع بيريز وزمرته، حماية لكرة القدم، فلو جاءت هذه الفكرة في الفترة التي اختفى فيها الريال عن المسابقة الأوروبية بين 1965 و1998، وقررت حينها أندية نوتنغهام فوريست وأستون فيلا وستيوا بوخارست وشتوتغارت وهامبورغ وسيلتك وفينورد وأياكس وسانت ايتيان ومالمو، انشاء دوري سوبر مغلقاً عليها الى الابد، كونها الأنجح وصاحبة الشعبية حينها، لثار ربما بيريز وأنييلي ولابورتا مطالبين بالعدالة للجميع، مؤكدين أن الزعامة لا تبقى على حالها وأن كرة القدم دوارة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.