ويستخدم عقار ليدوكائين على نطاق واسع بالفعل لتخدير اللثة أثناء العلاج لدى طبيب الأسنان، وتشير الأبحاث الآن إلى أن حقنه في حزمة معينة من الأعصاب – تسمى العقدة الأذنية – أسفل سطح الخد الداخلي يمكن أن يعالج طنين الأذن، عن طريق تعطيل انتقال الأصوات إلى الدماغ.
ويعاني الكثيرون من طنين مؤقت لا يدوم أكثر من بضع ساعات، بعد حضور حفل موسيقي صاخب أو الإصابة بنزلة برد، ولكن بالنسبة لحوالي واحد من كل 100 شخص، يعد الطنين مشكلة طويلة الأمد، وهذا هو الحال بشكل خاص لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، لأنه غالبًا ما يترافق مع ضعف السمع.
ويحدث الطنين بعد التعرض للضوضاء العالية، أو نتيجة التهابات الأذن، عندما تتوتر خلايا الشعر الصغيرة في الأذن التي تساعد في نقل الأصوات إلى الدماغ، وتنبعث منها كميات زائدة من الغلوتامات، وهو رسول كيميائي، ويؤدي هذا إلى تحفيز الخلايا العصبية في الأذن الداخلية، وفي النهاية قتلها، والتي ترسل عادةً نبضات صوتية تصل إلى القشرة السمعية – وهي جزء الدماغ الذي يعالج الضوضاء.
ويتسبب ذلك بترك الخلايا العصبية في القشرة السمعية في حالة تشغيل دائم، حيث تنقل الصوت باستمرار إلى الدماغ، مما يؤدي إلى “سماع” رنين أو طنين. وعند هذه النقطة، لم يعد الطنين ناتجًا عن خلايا الأذن التالفة، ولكنه يكون متجذرًا في الدماغ نفسه ويصعب علاجه. وغالبًا ما يطلق عليه طنين الأذن الوهمي، ولا توجد أدوية لعلاجه، وبدلاً من ذلك، تشمل العلاجات التأمل لتخفيف التوتر الذي يسببه، أو العلاج الصوتي، حيث يستمع المرضى إلى ضوضاء في الخلفية مثل الموسيقى.
ولكن هناك شكل آخر، وهو طنين الأذن الحسي الجسدي، وينشأ من خلل في الأعصاب في الوجه والعمود الفقري العلوي ويشارك في حركة الوجه واللمس والإحساس بالحرارة والألم. ويمكن أن تؤثر على الجهاز السمعي، مما يسبب طنيناً في الأذن. وتشير بعض الدراسات إلى أن الطنين الحسي الجسدي يمثل أكثر من نصف جميع الحالات، ويهدف الوخز بالمخدر إلى علاج هذا النوع فقط.
ويأمل العلماء في جامعة ريغنسبورغ في ألمانيا بأن يكون لاستخدام الليدوكائين لتخدير العقدة الأذنية – المرتبطة بالمسار السمعي، تأثيراً مانعاً للخلايا العصبية التي تسبب طنين الأذن.
وقام العلماء بتجنيد 19 مريض يعانون من طنين الأذن وتقييم شدة أعراضهم، وحصل كل منهما على ثلاث حقن مخدرة على مدار أسبوعين، تُعطى في الخد من جهة الأذن المصابة، أو على كلا الجانبين إذا تأثرت كلا الأذنين.
وأظهرت النتائج انخفاضاً في حدة الأعراض بأكثر من الثلث، وانخفض اضطراب الحياة اليومية الناتج عن طنين الأذن إلى النصف تقريبًا. وكان لدى ثلثي المشاركين خدر مؤقت في الخد بعد الحقنة، وكان ربعهم مصابًا بالتهاب في الحلق.
ويقول الباحثون إن نتائجهم تظهر أن الحقن طريقة مجدية لعلاج طنين الأذن مع آثار جانبية محدودة، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.