وتكشف النظارات الواقية عن التصميم الدقيق للأعصاب الدقيقة المحيطة بالورم، مما يساعد الجراحين على تجنب إتلافها أثناء الجراحة. ويتم اختبار النظارات، التي يتم تثبيتها عبر شريط حول رأس الجراح في مستشفى جامعة لندن، حيث يستخدمها الخبراء كعلاج لأورام الغدة النكفية، وهي كتل غير طبيعية تنمو على الغدد النكفية، والتي تقع أمام الأذنين وتفرز اللعاب.
ويُعتقد أن أورام الغدة النكفية تصيب حوالي 5000 بريطاني كل عام، والغالبية العظمى من الأورام 80% على الأقل حميدة. وعلى الرغم من أنها يمكن أن تنمو بسرعة، إلا أنها لا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وليس من الواضح ما الذي يسبب هذه الأورام، ويمكن أن يكون التدخين عامل خطر، ويقوم العلماء أيضًا بالتحقيق فيما إذا كان يمكن توريثها، لكن من المحتمل أن تكون الجراحة لإزالتها خطيرة، حيث تتشابك الغدد مع عصب الوجه الرئيسي الذي يتحكم في جميع الحركات في الوجه.
وفي الجراحة التقليدية، يعاني أكثر من ربع المرضى من بعض شلل الوجه الذي يجعلهم غير قادرين على إغلاق العين في الجانب المصاب، أو تحريك شفتهم السفلية للتحدث أو تناول الطعام أو الشرب بشكل صحيح، ويستعيد معظمهم الشعور والحركة الكاملين بعد بضعة أشهر. لكن في حالة واحدة من كل 50 حالة يكون الضرر دائمًا.
وتكمن المشكلة في أنه مع نمو الأورام، فإنها تحل محل التشريح الطبيعي، بحيث لا تكون الألياف العصبية الدقيقة بالضرورة في المكان الذي ينبغي أن تكون فيه، وهذا يعني أن الجراحين ليس لديهم أدنى فكرة عن مكان وجوده حتى يقطعوا الأنسجة المحيطة، مما يزيد من خطر تعرضها للتلف أو قطع العصب الوجهي.
ولقد ثبت أن التكنولوجيا الجديدة المسماة HoloLens تقلل معدل الإصابة من الثلث تقريبًا إلى ما يصل إلى 7%، وتم تطويرها بواسطة عملاق البرمجيات ميكروسوفت، وتعمل عن طريق إنتاج صورة ثلاثية الأبعاد من خلال سماعة رأس عالية التقنية.
الصورة العاكسة ثلاثية الأبعاد هي صورة ثلاثية الأبعاد “واقعية” يتم عرضها في خط الرؤية لمن يرتدي سماعة الرأس، مما يسمح له بتحريكها من جانب إلى آخر، لأعلى أو لأسفل أو تدويرها بالكامل، باستخدام وحدة تحكم عن بعد.
ولجراحة الوجه، يقوم المريض أولاً بإجراء مسح مفصل بالرنين المغناطيسي لموقع الورم. عمليات المسح دقيقة للغاية بحيث يمكنها تحديد موقع الألياف العصبية الدقيقة، ثم يستخدم أخصائي الأشعة برنامجًا لتحسين الصورة، بحيث يكون المسار الذي يتبعه العصب الوجهي مرئيًا بوضوح حتى يتمكن الجراح من استئصال الورم، ويتم تحميل هذه الصورة إلى نظارات الهولوغرام، مما يسمح للجراح بالتخطيط للعملية بشكل مسبق.
البرنامج قيد التطوير للسماح للأطباء بعرض صورة الورم مباشرة على الجسم نفسه أثناء الجراحة، مما يؤدي إلى زيادة تحسين الدقة، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.