بعد تسعة أشهر من الحجر الصحي، شهدت فرنسا انخفاضا تاريخيا في عدد المواليد، وفقاً لـINSEE (المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية)، والذي كشف أن حوالي 53900 طفل وُلدوا في شهر يناير/ كانون الثاني 2021، أي أقل بنسبة 13% مقارنة بنفس الفترة من عام 2020.
ويرتبط هذا الانخفاض في معدل المواليد قبل كل شيء بالسياق الاقتصادي والصحي الذي تمر بها البلاد من جراء جائحة كوفيد-19 .
إذا كانت البيانات ما تزال غير كافية لتحليلها بالتفصيل، فإن كل شيء يشير إلى أن هذا الانخفاض في معدل المواليد ليس مشكلة فرنسية على وجه التحديد. ففي الولايات المتحدة، يتوقع المتخصصون انخفاضا كبيرا في عدد المواليد الجدد.
في أنحاء أخرى من أوروبا، يمكن أن تنتج الأسباب نفسها ذات التأثيرات كما في فرنسا بنسب متفاوتة، حيث يتوقع عالم الديموغرافيا جيل بيسون، أن “دولا كفرنسا التي طورت سياسات اجتماعية، لن تكون الأكثر تضررا على الأرجح”، لكن إيطاليا وإسبانيا، اللتين تتمتعان بالفعل بمعدل مواليد منخفض، وحيث يكون الدعم الأسري أضعف، يمكن أن تشهد تباطؤا أكثر وضوحا في المواليد.
ومع ذلك، لا أحد يعرف مدى انتشار الظاهرة مع مرور الوقت. فمن غير المعروف حتى الآن ما إذا كان هذا الانخفاض في عدد المواليد في يناير/ كانون الثاني هو اتجاه دائم أم ظاهرة مؤقتة، تقول إيزابيل روبرت بوبي من المعهد الوطني للإحصاء.
ولكن قد يكون هناك نوع من اللحاق بالركب عاجلا أم آجلا وفقا لباحثين، موضحين أنه تقليدياً، الأزمات لا توقف الولادات بل تؤجلها. والسؤال هو ما إذا ستكون هناك زيادة في المواليد عندما تنتهي الجائحة، أو ما إذا كان سيثبّط بشكل دائم أولئك الذين كانوا يخططون لتوسيع أسرهم.