وما يجهله الكثيرون أن لون الجدران في المنزل يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في تعزيز الصحة العقلية والنفسية وحتى زيادة الإنتاجية في العمل.
واكتشفت دراسة استقصائية شملت 4325 شخصًا أجرتها شركة Stelrad.com البريطانية المختصة بإنتاج أجهزة التكييف المركزي أن الألوان المحايدة مثل الأبيض والرمادي والكريمات هي الألوان الشائعة في بريطانيا وخاصةً للمكاتب المنزلية.
ووفقًا للمسح، كان ما يقرب من ثلث (31%) جميع المكاتب المنزلية مطلية باللون الأبيض، وحوالي الربع (23%) مطلية بالرمادي. ومن السهل معرفة السبب، حيث أن من السهل تنسيق الألوان المحايدة مع الأثاث، ويمكن أن تساعد في جعل مساحتك تبدو أكبر. ولكن في حين أن ألوان الجدران هذه قد تبدو عملية وحتى مهدئة، فقد اتضح أنها قد لا تكون الخيار الأفضل.
ويوضح لي تشامبرز، أخصائي علم النفس والرفاهية، أن الغرف ذات الجدران العادية يمكن أن تثير مشاعر الحزن والاكتئاب، وخاصة لدى النساء، ومع ذلك، فالأمر ليس بهذه البساطة فالذكور يجدون صعوبة في العمل وزيادة الإنتاجية في المساحات البرتقالية والأرجوانية لأن هذه الألوان تخفض الحالة المزاجية لديهم.
اللون الآخر غير المثالي هو اللون الأحمر، والذي وجد البحث أنه أحد أقل الألوان شيوعًا لطلاء الغرف. ويقول لي: “الأحمر يجذب العين بشكل طبيعي وغالبًا ما يكون لون كائنات الطوارئ لسبب ما. بالنسبة لمكتب منزلي، يمكن أن يصبح اللون الأحمر مفرطًا في التحفيز بسهولة، مما يتسبب في فقدان التركيز، والشعور بتقلب المزاج تدريجيًا، مما يزيد من احتمالية حدوث أخطاء أو مشاحنات في المكتب”.
لكن الجدران الحمراء لها بعض الفوائد البارزة أيضًا، فاللون الأحمر قوي وحيوي، وهو ظرفي للغاية في استخدامه لتحقيق مكاسب في الإنتاجية، ووجدت الدراسات أن مشتقات اللون الأحمر تزيد من تدفق الدم ومعدل ضربات القلب، مما يجعلها مثالية لصالة الألعاب ولكن ليس بالضرورة للمكتب المنزلي.
إذاً ما هي الألوان المثالية لزيادة الإنتاجية وتحسين المزاج؟
يقول لي إن الأزرق خيار رائع، حيث يشتهر بأنه لون الإنتاجية، ويعزز اللون الأزرق الهدوء والتركيز والتوازن العاطفي الذي يبقيك في حالة تدفق، لكن الإكثار من هذا اللون قد يعطي نتائج عكسية، لأنه يمكنك أن يجعلك تسترخي، لذا ضع في اعتبارك إضافة بعض درجات الألوان الدافئة.
لون آخر عليك إضافته لجدران المنزل وهو الأخضر كما يشرح لي “كونه لون الصفاء والنمو، فإن اللون الأخضر يسبب إجهادًا أقل للعين، مما يساعد على التركيز والانتباه على المدى الطويل”.
وفي الواقع، آثار اللون الأخضر المهدئة مشابهة لتلك الموجودة في اللون الأزرق، وعلى الرغم من اعتراف لي بأن الجدران الخضراء أقل فائدة للإنتاجية من الجدران الزرقاء، إلا أنها أفضل لصحتك العامة، بحسب موقع ميترو البريطاني.