ربما لا يصدق البعض بوجود أهرامات في الجزائر! ومن يعرفها ربما يجهل معلومات كثيرة عنها، بسبب عدم الاهتمام بها على صعيد الإعلام والسلطات ومديريات ووكالات السياحة والمعاهد والبحوث وغيرها، لذلك لا تحظى بالرواج المطلوب محليا وعربيا ودوليا..تعرّف على هذه “الكنوز الضائعة” أهرامات الجزائر.
تنتشر أهرامات الجزائر بعديد الولايات منها تيبازة وباتنة وتيارت وتلمسان وعين تيموشنت وتمنراست بجنوب البلاد.
100 هرم ولجدار أقدمها
تحتوي مدينة تيارت على 13 هرما، ليبلغ مجموع الأهرامات الموجودة في بلادنا حسب خبراء وباحثين في الآثار إلى قرابة الـ100 هرم.
ترجح مصادر تاريخية أنّ بناء أهرامات الجزائر تزامن وتشييد أهرامات الجيزة بمصر، لكن ما يصطلح عليه بـ”لجدار” يعدّ أقدمها حيث يرّجح باحثون أنّ بناءه كان في القرن الـ5 ميلادي.
تتميز الأهرامات الجزائرية بهندسة فريدة تغلب عليها البصمة الأمازيغية، لذلك يأتي اختلافها مع أهرامات المكسيك والسودان.
من يرى أهرامات الجزائر ويقارن بالأخرى الموجودة في بعض الدول الأخرى خاصة مصر، يلاحظ الفرق في الهندسة وطابع البناء، فأهرامات الجزائر تبنى على هيئة قبور وأضرحة ملوك وشكلها دائري.
أشهر أهرامات الجزائر
منطقة فرندة بتيارت بها ثلاثة أهرامات مصنفة بترتيب الحروف الأبجدية (أ-ب-ت) وأخرى بجبل عراوي المتاخم لها ويقدر عددها بـ10أهرامات مصنفة من “ث إلى ش” وبقاعدة مربعة تتراوح ما بين 10م و 46م وبارتفاع يصل إلى نحو 20 مترا، حسب دراسات أثرية وتاريخية.
وتشكل الأهرامات الـ13 ما يطلق عليه بـ”لجدار”، حيث تبدو كآثار جنائزية وأضرحة، كما توجد مثيلاتها بباتنة وأبرزها الهرم النوميدي ” إمدغاسن” وشيّد في القرن الـ3 قبل الميلاد، إضافة إلى هرم الضريح الملك الموريتاني النوميدي الواقع بسيدي راشد في تيبازة (يعرف بقبر الرومية)، وضريح “سيڨا” بجبل السخنة في وادي التافنة (تلمسان) للملك النوميدي “سيفاكس” بعين تيموشنت، وضريح “بورغو” النوميدي المسمى صخرة “الهنشير بورغو” في القرن الرابع قبل الميلاد.
وفي أقصى الجنوب الجزائري وتحديدا بمنطقة أباليسا بتمنراست يوجد ضريح “تينهينان” ملكة شعب الطوارق بمنطقة أباليسا والذي شيد منذ خمسة قرون قبل الميلاد بعلو 850 متر.
الباحث بشير صحراوي صرّح سابقا أنّ الأهرام الجزائرية تتميز بالدهاليز والغرف والممّرات مع قاعدة مربعة الشكل ورأس مدبدب في الأعلى على شاكلة قبب المساجد.
العناصر الفيزيائية للأهرام الجزائرية:
1-امتصاص الطاقة الموجودة في الكون والمنبعثة من المجرات والنجوم وأجسام أخرى، لكن لا توجد بعد تفسيرات علمية دقيقة لها.
2-الأهرام الجزائرية شيّدت بحسب مواقع النجوم بالنظر إلى تأثير الأخيرة على الكرة الأرضية.
3-تصميم الأهرام الجزائرية من الخارج والداخل يشعر الزائر بالراحة النفسية، فلا تساوره الشكوك أو المخاوف لكون أعلى الهرم أشبه بالقبة التي تمتص الطاقة الإيجابية.
4-القبة تمنح الزوار شعورا وكأنّهم داخل مسجد وليس مثل باقي أهرامات الحضارات الأخرى.
كنوز ضائعة
تشهد هذه الكنوز الأثرية الفريدة من نوعها في العالم حالة ضياع وإهمال على جميع الأصعدة سواء على مستوى النظافة أو استغلالها ثقافيا وتاريخيا وسياحيا من قبل السلطات أو الباحثين والدارسين، رغم أنّ نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الوسائل الإعلامية يسعون للتعريف بها والترويج لها، كما تبقى أهرامات الجزائر واحدة من “عجائب الدنيا” التي تخفي رموزا وأسرار حيّرت العلماء والباحثين.(أوراس)