saudialyoom
"تابع آخر الأخبار السعودية والعربية على موقع السعودية اليوم، المصدر الأمثل للمعلومات الدقيقة والموثوقة. انضم إلينا الآن!"

ضيوف الشرف في الأفلام المصرية… نجوم مع وقف التنفيذ!

51

كمال القاضي

  1. الظهور الخاص لكبار النجوم في بعض الأفلام المصرية، عادة ما يكون له أسبابه ودواعيه، وهناك فرق طفيف بين الظهور الخاص وضيف الشرف، فالأول يمثل مروراً عابراً في سياق معين للأحداث، ولا يُشترط في هذا الظهور أن يكون لصاحبة دور بمساحة وتفاصيل، وإنما تكفى فقط الإشارة للنجم أو النجمة، لكي يكون أي منهما حاضراً ومؤثراً، وفي أغلب الأحيان يأتي ذلك للدعاية إذا كان صاحب الظهور يتمتع بحيثية ومكانة كبيرة، ومطلوب جماهيرياً، أما إذا كان مجرد ممثل كبير فإن ظهوره يأتي من قبيل المجاملة لتذكير الناس به ليس إلا.

تحريك الأحداث

ويختلف ضيف الشرف عن الظهور الخاص في عدة أشياء، فهو ممثل له دور مُعتبر ومساحة أقل من أدواره العادية، لكنها مهمة في البناء الدرامي للعمل الفني، ويعتمد المخرج كثيراً على ضيف الشرف في تحريك الأحداث، خاصة إذا كان نجماً كبيراً له تاريخ طويل ورصيد وفير، وقد حدث ذلك مراراً وتكراراً في أفلام قديمة وحديثة، إذ تم توظيف ضيف الشرف ليكون مُشكلاً لعنصر الإثارة في الفيلم، فقد يظهر في نصف الفيلم أو آخره، لإحداث التشويق المطلوب، لاسيما في الأفلام البوليسية ذات الحبكة الدرامية الخاصة، وربما وضح ذلك في فيلم «سماره» بطولة تحية كاريوكا ومحسن سرحان ومحمود إسماعيل، حيث كان محمود المليجي ضيف شرف الفيلم ومحرك الأحداث بوصفة رئيس عصابة تهريب المخدرات الذي ظل مُتخفياً طوال الوقت، لا يظهر إلا من خلال الصوت فقط، حتى اقتراب النهاية، وحين ظهر بكامل هيئته كان لظهوره وقع مهم فقد مثل مفاجأة كبيرة لجمهوره.
وكذلك لعبت الفنانة الراحلة ليلى فوزي دوراً متميزاً في فيلم «ضربة شمس» وكانت ضيف شرف، إذ ظلت هي المحرك الرئيسي لكل حدث والمُتحكمة في الخيوط الكبيرة والصغيرة كافة، وإمعاناً في الإثارة والتشويق لم تنطق الممثلة القديرة خلال الفيلم كله بكلمة واحدة، فدورها كان صامتاً تماماً وخالياً من أي جُمل حوارية، ولهذا نجح الفيلم نجاحاً كبيراً، واحتُسب ضمن أعمالها المهمة، وللفيلم الشهير أشباه كثيرة من عينات سينمائية لعب فيها أبطال كبار أدواراً بهذه الكيفية، ولكن تظل الريادة لمحمود المليجي كمتخصص في أدوار الشر والغموض.

في فيلمي «خمسة باب» و«البيه البواب» ظهر فؤاد المهندس كضيف شرف مع عادل إمام وأحمد زكي، وهو نجم الخمسينيات والستينيات والسبعينيات في المسرح والسينما، وصاحب البطولات العديدة المربحة، من بينها على سبيل المثال فيلم «عودة أخطر رجل في العالم» وفيلم «فيفا زلاطة» وفيلم «أرض النفاق» ومسرحيات «أنا وهو وهي» و«إنها حقاً عائلة محترمة» و«سك على بناتك» غير أن نجوماً آخرين ونجمات كبيرات قبلوا الظهور الخاص وضيافة الشرف في الكثير من الأفلام، للتواجد والحضور من ناحية، أو لإعجابهم بالسيناريو والدور من ناحية أخرى، فالمخرج يوسف شاهين نفسه ظهر في فيلم، «باب الحديد» حيث جسّد شخصية قناوي بائع الصحف المُعاق ذهنياً وحركياً، وكذلك ظهر المخرج خيري بشارة في بعض الأفلام ظهوراً خاصاً، كما ظهر أيضاً المخرج الراحل محمد خان لدقائق معدودة في فيلمه المهم «ملك وكتابة» بطولة محمود حميدة وهند صبري.
والنماذج في هذا الصدد كثيرة ومتعددة، فأمينة رزق وقعت بالحضور والظهور العابر في أفلام تُعد من علامات السينما المصرية، من بينها «أريد حلاً» بطولة فاتن حمامة، و«ناصر 56» مع أحمد زكي، وقد تكرر الشيء نفسه مع أحمد مظهر في فيلم «إمبراطورية ميم» فلم يزد دوره من حيث المساحة والموضوع عن كونه ضيف شرف وهو البطل المتوج في «الناصر صلاح الدين».
ويرجع التباين في الأدوار والمساحات إلى أحكام الزمن واختلاف المراحل العُمرية وطلب الجمهور، فلا يعني الظهور السريع أو الخاطف للنجم أو النجمة ضعفاً في تأثيره أو تقليلاً من شأنه وإنما تخضع المسألة لقياسات تجارية بالدرجة الأولى يتحكم فيها المُنتج، الذي يريد المزيد من الأرباح ولو على حساب قدامى النجوم، فهو لا يرى فيهم جاذبية الأمس التي كانت مثاراً للاهتمام وسبباً في حصد الملايين قبل أن يتقدم بهم السن ويصيرون مجرد حلية تُزين الأفلام وتدعم الأبطال الجدد.
والأيام في هذا الشأن دول فمن تقوم له الدنيا ولا تقعد الآن، مصيره غداً التقاعد والتهميش والأدوار الثانية والثالثة، تنتظر الجميع بحكم قانون الحياة الساري على الكبار والصغار، فلا استثناء لأحد إلا النُدرة من الذين لا تضطرهم ظروف الحياة للعمل بشروط المنتجين والموزعين والمخرجين.

أدوار هامشية

ولعل ظاهرة تحول نجوم الصف الأول إلى ضيوف شرف بعد تقدمهم في العُمر تتضح أكثر في النجمات وتكون أشد بؤساً وتراجيدية، فمريم فخر الدين التي امتدت لها طوابير المُعجبين أمام دور العرض، لعبت أدواراً هامشية في أواخر أيامها، فبعد قيامها بأدوار الأم في أفلام مثل «بئر الحرمان» و«العذراء والشعر الأبيض» انتقلت إلى أدوار أقل أهمية في أفلام كـ«النوم في العسل» حيث جسدت دور قوادة تُدير بيتا مشبوها!
وكذلك الأمر بالنسبة لتحية كاريوكا، فقد لعبت دور الأم بمختلف نوعياته وأشكاله، وأخذت مساحة حضورها وتواجدها تضيق شيئاً فشيئاً إلى أن تلاشت وباتت النجمة الكبيرة بأفلامها وبطولاتها وسنين تألقها مجرد ذكرى جميلة لفنانة عاشت حياتها وتجربتها بحلوها ومرها ما بين الضحك والبكاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.