لمعرفة كيف يؤثر إشعاع الهاتف المحمول بالضبط على جسم الإنسان، أجرى علماء من مستشفى إيميس تجربة إكلينيكية للتحقيق في تأثير إشعاع الهاتف المحمول على نشاط الدماغ. وكجزء من الدراسة، تعرض المشاركون للإشعاع الكهرومغناطيسي من الهواتف المحمولة ولوحظت التغيرات في وتيرة نمط موجة الدماغ. كان المتطوعون أفرادًا أصحاء وليس لديهم تاريخ من الاضطرابات العصبية. واختار العلماء تقييم “مخطط كهربية الدماغ” الذي يراقب النشاط الكهربائي في الدماغ.
وقال الدكتور تريباثي: “هناك أربع موجات تنبعث من دماغنا وهي موجات ألفا وبيتا وثيتا ودلتا، وتمثل كل منها أنشطة مختلفة للدماغ. اخترنا 30 متطوعاً وجعلناهم يتحدثون على الهاتف لمدة 5 دقائق، ثم أعطيناهم استراحة وفحصنا نشاط أدمغتهم. عندما تم تحليل البيانات، تبين أن موجات ألفا وثيتا – وهي الموجات المرتبطة بالشعور بالاسترخاء – أظهرت موجات متقلبة، مما يعني أن الجسم تعرض للإرهاق”.
لماذا تضرنا إشعاعات الهاتف المحمول؟
بشكل عام، هناك نوعان من الآثار الضارة لإشعاع الهاتف المحمول. الأول هو تأثير الحرارة، إذ يمنحك التحدث على الهاتف الموصول بأذنك لمدة ساعة نفس الحرارة التي يمنحها الميكروويف في دقيقة واحدة. والتأثير الثاني هو التأثير البيولوجي، فأثناء تواصل خلايانا مع بعضها البعض، تقاطع إشعاعات الهاتف المحمول هذا التواصل. يحدث هذا لأن موجات أجسامنا عشوائية، في حين أن إشعاعات الهاتف المحمول نظامية، مما يعطل الأداء الطبيعي للموجات، وبالتالي يتعين على خلايانا العمل بجدية أكبر للتواصل.
وخلال التجارب، استخدام الباحثون رقاقات أطلقوا عليها “إنفيرو تشيب” لإصلاح تأثير الهاتف المحمول على الدماغ، وقاموا بتثبيتها داخل الهاتف. تم صناعة هذه الرقاقات من مزيج من المواد الطبيعية مثل الخشب والرخام. وعند استخدام هذه الرقاقات في الهاتف وإعادة التجربة، تبين بأن موجات الهاتف المحمول لم تأثر على أدمغة المتطوعين بفضل اهتزازاتها الطبيعية، وذلك لأن المواد الطبيعية التي تم استخدامها لصناعة الرقاقات تصدر موجات عشوائية مثلها مثل جسم الإنسان.
وعلى الرغم من أن الهواتف المحمولة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، إلا أن العلماء ينصحون بالتقليل من استخدامها قدر المستطاع لتفادي أي آثار سلبية على الجسم، وفق ما أوردت صحيفة “تايمز أوف إنديا”.