في السنوات الأخيرة حظي النهج الشامل في الطب بشعبية واسعة. ويقدّر النهج الشامل تنوع الثقافات والمعتقدات، ويشجع علاج المريض كمجموع لأجزائه وليس للمرض نفسه فقط.

وفي الحالة التقليدية، كان الأطباء يركزون على الجوانب الجسدية للمرض أو على علاج الأعراض دون معالجة السبب. ومع ذلك، ففي الطب الشمولي، هناك تقدير متزايد للعوامل الاجتماعية والنفسية والعاطفية، التي تسهم في المرض.
وتماشياً مع الشهر الوطني للتوعية بمرض الغلوكوما (يناير)، يكشف الدكتور سلمان وقار، استشاري طب وجراحة العيون والمتخصص في علاج الغلوكوما والساد عند البالغين في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون، كل ما يلزم لمعرفته حول العلاج الشامل لأحد الأسباب البارزة للإصابة بالعمى في العالم، ألا وهو الغلوكوما، الذي يعد مرضاً يصيب العين ويظهر على شكل ارتفاع في ضغط العين، ما يتسبب في تلف العصب البصري.

لماذا العلاج الشامل مهم؟

يعد اتباع نهج شامل لعلاج الغلوكوما أمراً بالغ الأهمية؛ لأن الحالة يمكن أن يكون لها مجموعة متنوعة من الآثار على طبيعة حياة المريض بشكل عام.

ويمكن أن تتراوح هذه العوامل بين صعوبة الحضور بانتظام إلى المواعيد في العيادة (بسبب مسافات السفر الطويلة)، ومحاولات الالتزام بجداول قطرات العين المنتظمة (خاصة إذا كانت ظروف العمل تشكل عائقاً)، وإدارة الضغط النفسي للتشخيص. وفي حالات أكثر تقدماً: التكيف مع تغييرات نمط الحياة (مثل عدم القدرة على القيادة) بسبب فقدان البصر.

سيتبنى الطبيب، الذي يتبع نهجاً شمولياً، أسلوباً يركز على المريض، مع مراعاة كل هذه العوامل، ووضع خطة إدارة مخصصة تتوافق مع متطلبات كل فرد.
يكون المريض دائماً في صميم ما نقوم به، لذلك فإن هدفنا الأساسي هو مساعدة مرضانا في الحفاظ على رؤية صحية طوال حياتهم.
بالنظر إلى أن علاج الغلوكوما يمكن أن يكون رحلة طويلة الأمد للحفاظ على الرؤية، فسيحتاج الأطباء والمرضى إلى العمل بشكل وثيق مع بعضهم بعضا. ويقع على كلا الطرفين معا دور رئيسي في الحصول على المعلومات واتخاذ القرار في كل خطوة من العملية.

خيارات العلاج

فيما يتعلق بالعلاج، فإن الأولوية الرئيسية هي خفض ضغط العين بشكل مناسب، وبالتالي الحفاظ على الرؤية. ومع تقدم التكنولوجيا الحديثة، فنحن محظوظون حقا؛ لأن لدينا مجموعة متنوعة من خيارات العلاج للمساعدة في تحقيق ذلك – سواء كانت قطرات للعين أو علاجات ليزر لطيفة أو خيارات جراحية غالبا ما تكون طفيفة التوغل.

ومن وجهة نظر المريض، فإن الاعتبار الأكثر أهمية هو الحفاظ على الالتزام بالعلاج (مثل الاستخدام المنتظم لقطرات العين) وتذكر أهمية مواعيد المتابعة.