على الرغم من انتشار الإنترنت/الإيميل كوسيلة للحوار أو للمباركة بالسنة الجديدة، ولكن معظم الفرنسيين ما زالوا يفضلون إرسال البطاقات البريدية للمعايدة على الطريقة القديمة. ومن أطرف تلك البطاقات تلك التي تقول: أخيراً انتهى عام 2020 Plouf أي بالعربية أوفٍ.. وتنهيدة راحة! ولكن عام 2020 بكوارثه وشروره وتشريف مرض كوفيد 19 إلى كوكبنا لما ينته بعد، للأسف. وليس صحيحاً أننا نعيش عاماً جديداً!
لا مذنب معروفاً في بيروت إلا «النحس»!
منذ أشهر وقع في 4 آب (أغسطس) انفجار مروع في مرفأ بيروت سمعوه حتى في جزيرة قبرص، وذهب ضحيته (200 قتيل) و(600 جريح) فضلاً عن أضرار مادية هائلة في الأبنية السكنية وبعض المؤسسات. من المسؤول؟ من الصعب في لبنان أن تحذر مسؤولاً وتحاكمه. لماذا؟ أترك الإجابة لكل لبناني، كما والإجابة أيضاً على السؤال: لماذا تعذر في لبنان تشكيل وزارة جديدة تتولى مقاليد الأمور (حتى لحظة كتابة هذه السطور) ومن له مصلحة في أن يدوم (النحس) في لبنان وتكف البنوك عن تسديد ما للمودعين بذمتها من نقودهم التي جمعوها لتكون زاداً لشيخوخة غير مذلة؟
وما الذي تبدل في لبنان بين ليلة 31 كانون الأول (ديسمبر) 2020 وصبيحة 1 كانون الثاني (يناير) 2021؟ لا شيء… مجرد ورقة في روزنامة سقطت، وهذا كل شيء!
لا عام جديداً في أوروبا أيضاً!
يزداد وباء كورونا/كوفيد 19 انتشاراً في أوروبا، ويزداد الحجر المنزلي ضراوة في أقطار كثيرة، منها فرنسا وسويسرا وإيطاليا والنمسا وسواها، ويزداد الناس اختناقاً نفسياً… ويبدو أن ليلة رأس السنة نسيت كوكبنا هذا العام ولن تمر بنا… وحدها إسرائيل ستحتفل بالعام الجديد؛ لأن الكثير قد حدث لمصلحتها في السنة الماضية، وها هي تبدأ عاماً جديداً من العلاقات الدبلوماسية، إلى جانب المزيد من تشييد المستوطنات وهدم بيوت الفلسطينيين. لكن دم غسان كنفاني لن يذهب هدراً.
«اتحاد الرجال» ضد عنف المرأة!
كتبت عن «اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة» وكتب لي الأستاذ نجم الدراجي عن نمط آخر من العنف، هو عنف المرأة نحو الرجل، قائلاً حرفياً: «تأسست في مدينة السليمانية العراقية جمعية تهتم بشؤون الرجال الذين يعانون من عنف المرأة، والمسجلون في هذه الجمعية في تزايد مستمر، وقد اختاروا اسم «اتحاد الرجال» (ومن طرفي أظن أن حكاية العنف ضد المرأة أو العكس تنبت في البيت. الصبي الذي يرى والده يضرب أمه يتوهم أن ذلك أمر عادي، وحين يكبر ويتزوج يتوهم أن عنفه ضد الزوجة وضربها ليس عملاً مرفوضاً بل إنه كما يظن مجرد سلوك طبيعي.. والعكس صحيح، هذا مع ملاحظة النسبة المئوية للرجال الذين يضربون الزوجات التي لا تقاس عددياً بضرب النساء لهم!
النساء اللواتي يمارسن العنف ضد الرجل نادرات.
وما زلت أعتقد أن لغة الحوار هي التي ينبغي أن تحل محل لغة لا عاقلة هي الضرب، لكي تنتفي الحاجة إلى «اتحاد الرجال» أو «اتحاد النساء المضروبات». والحل ببساطة في تحويل الأسرة إلى مكان لا محل فيه للغة الضرب، بل الحوار، وهكذا ينبت جيل جديد من الرجال والنساء يقوم باكتشاف لغة الحوار.
لغة العنف (المهذب) بين بعض النساء
ضحكت وأنا أقرأ نصيحة «فاليري ترير فايلر» إلى «جولي غاييت» بقولها: في المرأة: في حبك المقبل انتقلي إلى لاعب (رغبي) لتكوني أكثر أماناً في حكاية حبك!.. أما فاليري فكانت عشيقة رئيس جمهورية فرنسا السابق فرنسوا أولاند، وعاشت معه حتى في قصر الرئاسة (الإيليزيه) وصارت تعتبر السيدة الأولى التي تشاركه في استقبال رؤساء الدول كما لو كانت زوجته، وفرنسا لا تبالي كثيراً بالفارق بين الزوجة الشرعية (والرفيقة) ولا يدعونها هنا العشيقة. ثم أحب الرئيس فرنسوا أولاند ممثلة هي جولي غاييت، وهجرته فاليري وغادرت قصر الرئاسة. واليوم، يبدو أن الرئيس أولاند يعيش حباً جديداً مع راقصة في الأوبرا (20 سنة) هي جولييت، ولم تستطع فاليري إخفاء شماتتها لأنه حدث لغريمتها ما سبق أن حدث لها، ونصيحتها نمط من أنماط الشماتة.
الأكثر وفاء هو الأصغر سناً!
قبل ميتران وأولاند، كان رؤساء جمهوريات فرنسا أكثر تحفظاً في الحديث عن حكاياتهم العاطفية التي لا نعلم بها إلا بعد رحيلهم.
واليوم، بمناسبة وفاة الرئيس السابق ديستان (94 سنة) تعود الصحف إلى نبش حكاياته العاطفية، كغرامه (الممكن) بالممثلة مارلين جوبير، والدة ايفا غرين، فتاة جيمس بوند في أكثر من فيلم.
وقرأت مؤخراً بعد وفاة جيسكار ديستان، رئيس الجمهورية السابق، تحقيقاً عن علاقاته بالنساء (وهو الوسيم طويل القامة) وجاء بين الأسماء شهيرات، منهن -إلى جانب النجمة مارلين جوبير- الوزيرة سيمون فيل وسواهما، لكن الصورة الأولى في التحقيق كانت إلى جانب زوجته، فقد حافظ دائماً على السرية والمظاهر كما الرئيس الوسيم الآخر شيراك. والطريف أن رئيس الجمهورية الفرنسية الأكثر وفاء لزوجته هو الحالي السيد ماكرون، مع العلم أن زوجته تكبره بحوالي ربع قرن.
إنها الأقدار التي تكتب روايات لا تخطر ببال الأدباء المبدعين.
وآمل أن تكتب الأقدار ذلك في حقل انتقالنا من سنة 2020 المنحوسة لبنانياً، إلى سنة 2021 بالمعنى الحقيقي للكلمة، ودون (نحس) للسنة الجديدة!