صالح الغازي
تخوّف الأطفال من إصابة بابا نويل أو عدم استطاعته السفر ليوصل الهدايا أمام أبوابهم، العزيز بابا نويل، هل أخذت اللقاح؟ هل عقمت يديك بالمطهر قبل أن تضع لنا الهدايا؟ كالمعتاد كانت منظمة الصحة العالمية جاهزة بالرد، فكان تصريح المشرفة على إدارة الجائحة، ماريا فان كيركوف «أتفهم القلق على سانتا كلوز لأنه كبير السن، وهو من فئة عمرية يشكّل الوباء خطراً عليها، لكنه محصّن ضد هذا الفيروس»، وعن حظر الطيران بين الدول وصعوبة التنقل، قالت «سيكون قادراً على دخول المجال الجوي والخروج منه وفق رغبته، ويستطيع بالتالي توزيع هداياه». شكراً لمنظمة الصحة الغالية على هذه الرسالة المطمئنة للأطفال، التي مفادها أن الآباء مضطرون لأن يحضروا الهدايا حتى في وجود الجائحة، ولا حجة لهم بعد تحصينها بابا نويل! ألغيت الاحتفالات الرسمية في كل الدول، مثلاً: ألغى الرئيس الألماني حفل استقبال العام الجديد في قصر بيلفيو، وألغيت الاحتفالات في انكلترا، وألغت الفنادق والملاهي احتفالها برأس السنة الميلادية. وجاءت الرسوم التعبيرية فاستبدلت في 2020 بدل الصفر كمامة ليكون كمامتين، بينما 21 تستبدل إحدى الكمامتين بـ«سرنجة» كرمزٍ للقاح! أرهقتنا 2020 بعد أن فرضت نماذج جديدة وسياسات جديدة، ففي الشرطة فرضت سياسات الحظر، وفي الصحة: الحجر والمسحات والعزل، وفي التعليم «التعليم عن بُعد»، وفي المعاملات الحكومية حجز المواعيد والأون لاين، وفي العلاقات الاجتماعية التباعد. كنت أتمنى أن أي إجراء تتخذه الحكومة، لو له آثار سلبية على فئة، يجب عليها أن تعوض هذه الفئة! فالتدابير الحكومية يجب أن تكون نشطة في مثل هذه الأزمات، هذا هو المعيار الوحيد لهيبة الدولة. الفترة الماضية قادت القرارات «الصحة»، والآن يجب أن تشارك القرارات المالية والاقتصادية لتستمر الحياة. ورغم بدء توفير اللقاحات فإننا نواجه غموضاً في خطط عودة الحياة لطبيعتها، ونرى المشهد مرتبكاً، فهناك من ربط عودة الحياة بشراء اللقاح، ونجد مقابله التحذير من موجة ثانية، ثم لنجد أن التطعيم مرة واحدة غير كاف، ويحتاج الأمر الى مرتين، ثم الكلام يتجه إلى تحوّر اللقاح وموجة ثالثة! بسبب «كوفيد 19» فقدنا أعزاء كثيرين في 2020 من أصدقاء مقربين وأقارب وأشخاص مؤثرين ومبدعين، أتمنى لهم الرحمة جميعاً. أتمنى في هذا اليوم ونحن نفتتح العام الجديد أن يكون خالياً من رائحة الكحول مملوءا برائحة الورود، خالياً من الكمامات، وتعود السينمات والمسارح، ونعود للود والزيارات مع العائلة والأصدقاء، وتعود الرواتب كاملة من دون أي استقطاعات. وفي لحظاته الأولى، نستقبل عام 2021 متمنياً أن يكون أكثر رأفة، وكل عام وأنتم بخير.