حاتم علي” يقدم “الزير سالم” سينمائيا

يستعد المخرج السوري “حاتم علي” لإخراج فيلم سينمائي تاريخي يتناول الشخصية التاريخية الشهيرة “الزير سالم”، وذلك بعد 20 عامًا على إخراجه مسلسلاً حمل الاسم ذاته.

مصادر مقربة من المخرج، أكدت أن الكاتب السوري “زياد عدوان”، وهو نجل الكاتب “ممدوح عدوان” الذي كتب مسلسل “الزير سالم” قبل عشرين عاماً، يشارك المخرج “حاتم علي” في إجراء تعديلات على قصة المسلسل، التي لا يزال يكتنف بعض تفاصيلها الغموض.

وبحسب المصادر، فإن السيناريو الجديد يسعى لتصحيح بعض المفاهيم التي وردت في المسلسل قبل 20 عاما، ومن أهم تلك المفاهيم التي سيتم تصحيحها هي طبيعة الانتماء الديني للمجتمعات التي دارت عندها أحداث القصة، حيث يتحدث التاريخ عن أن قبيلتي “بكر” و”تغلب” كانتا من أوائل القبائل في شبه الجزيرة اللواتي آمنن بالمسيحية، وكانت لهم كنائس ودور عبادة هناك، بينما أوضحت مشاهد المسلسل المنتج قبل 20 عاما أن القبيلتين لم تتمكنا من الوصول إلى حقيقة الإيمان بدين محدد سماوي.

كما يسعى الكاتب الى تصحيح مفهوم آخر يتعلق بالتهويل في همجية الحرب وعنفها، حيث يذكر التاريخ ما بين خمسة إلى ثمانية نزالات فقط شهدتها الحرب التي دارت على مدى 40 عاما لكن المسلسل صور الحرب على أنها دموية كانت تحصد كل وقعة من وقعاتها أو نزال من نزالاتها مئات أرواح الرجال، وأن هذه المعارك كانت تتكرر بشكل دائم.

وعلى الرغم من أنه لا توجد إحصائيات دقيقة لأعداد القتلى بين قبيلتي “بكر” و”تغلب”، إلا أن كثيرًا من الروايات تحدثت عن ما يقارب الـ 70 قتيلاً من الطرفين في كل وقعات الحرب، في حين أن أكثر الروايات مبالغة في الأعداد وصلت إلى 700 قتيل من الطرفين.

وتشير المصادر الى أن مفهوم الحرب وسببها، يعد أهم المفاهيم التي يسعى “العلي” لتصحيحها، حيث انساق كاتب المسلسل “ممدوح عدوان” وراء الرواية المتوارثة والأكثر نقلاً، عن أن الحرب نشبت من أجل ناقة أو امرأة “البسوس بنت المنقذ” التي سميت الحرب باسمها.

كما أظهر “جساس بن مرة” على أنه رجل غدار وخبيث وناكث في عهد ابن عمه الملك “وائل” كليب، رغم ذكر الأسباب التي أدت إلى قتل “كليب”.

وتقول المصادر أن الرواية الأكثر دقة على واقعة قتل “جساس” لابن عمه “كليب” عند ماء الذنائب، تشير إلى أن جساس لم يطعن كليباً من ظهره، بل واجهه ووجه له طعنة بالرمح اخترقت جسده بين الكتف والصدر.

مصادر مطلعة كشفت أن الممثل السوري “جمال سليمان” سيكون مشاركا في الفيلم، لكن دون أن يكون هو من يؤدي شخصية الزير “سالم” في العمل.

وأوضحت المصادر أن “سليمان” يفضل عدم الحديث عن تفاصيل أخرى في العمل لحين تحديد موعد بدء التصوير، بداعي أن “الكثير من المشاريع والأفكار قد تطرح ويعلن عنها، ثم تتأجل بعد ذلك”. يشار الى أن مسلسل الزير سالم الذي لاقى نجاحًا كبيراً وعرض في عام 2000، من كتابة الراحل ممدوح عدوان، وإخراج حاتم علي، ومشاركة نخبة من ممثلي الدراما السورية، من بينهم “سلوم حداد” و”عابد وفهد” و”خالد تاجا” و”فرح بسيسو” و”تيم حسن”، تناول القصة التاريخية الشهيرة في خلاف قبيلتي “بكر” و”تغلب” في مرحلة ما قبل الإسلام، والحرب الدائرة بينهما لمدة 40 عاماً بسبب مقتل ناقة.

الفنان السوري “سلوم حداد” أدى شخصية “الزير سالم” الذي خاض هذه الحرب الطويلة الأمد ثأراً لأخيه من “جساس بن مرة”، ويقول متابعون ونقاد إن دور حداد هو أحد أهم الأدوار التي قدمها خلال مسيرته الفنية في الدراما السورية.

وكن “حداد” قال في لقاء سابق إنه لم يكن في البداية مقتنعا بالدور، وأن كثيرين من زملائه نصحوه بعدم تأديته نظرا لما يحويه من مشاهد عنف ودموية وصراع جاهلي بين أبناء العمومة، مضيفا أنه منذ بدأ بقراءة النص لم يتوقف حتى انتهى من حلقاته الأربعين كاملة، وقال إنه بكى كثيرا أثناء القراءة، وأيقن أنه يرغب بشدة بتجسيد هذا الدور.