انطلق الفنان السوري سامر المصري في التحضير لتصوير الجزء الثالث من مسلسله الشهير “أبوجانتي – ملك التاكسي”، تمهيدا لعرضه في الموسم الدرامي الرمضاني القادم 2021.
وسينتقل “أبوجانتي” هذه المرة إلى السعودية كي يعمل سائق تاكسي في عاصمتها الرياض، مستعرضا كعادته العديد من المواقف الطريفة التي تحصل معه خلال عمله.
وعن التغييرات التي ستطرأ على العمل والجديد الذي سيحمله قال الفنان السوري الشهير بشخصية “العكيد أبوشهاب” التي جسّدها في مسلسل “باب الحارة”، إن روح العمل ستبقى موجودة، وكذلك الشخصيات الرئيسية مثل “أبوليلى” التي أدّاها الفنان أيمن رضا و”أم النور” التي أدّتها سامية جزائري وغيرهما من الشخصيات السورية الرئيسية، بالإضافة إلى نجوم عرب وخليجيين.
ويأتي تصوير العمل بعد النجاح الكبير الذي حقّقه المصري في جزأي المسلسل اللذين قدّمهما بين عامي 2010 و2012، إذ قدّم الجزء الأول من العمل الكوميدي الشهير في سوريا، والثاني في دبي، وشجعه الانفتاح الفني الكبير الحاصل في السعودية على تصوير الجزء الثالث من المسلسل على أراضيها.
وفي جزئه الثالث ينطلق أبوجانتي إلى العاصمة السعودية الرياض، ليحاكي الشارع السعودي من خلال المواقف التي يتعرّض لها مع شخصيات وقصص جديدة، خاصة بعد أن قرّر اصطحاب عائلته معه إلى الرياض، إذ تتصاعد الأحداث وتتشابك بين قصص ومواقف كوميدية يتعرّض لها أبوجانتي، وبين المواقف والصعوبات التي تواجهه مع عائلته والمحيطين به.
وتدور فكرة المسلسل حول محيي الدين أبوجانتي سائق التاكسي البسيط، الذي يلتقي خلال عمله اليومي أشخاصا (ركاب) عاديين وعابرين، يقلّهم أبوجانتي بالصدفة ليتلقّف البطل حكاياتهم ويعلّق عليها ويؤثّر فيها أو يتأثّر بها في سياق حراكه اليومي والمعيشي، في قالب ينحو إلى الطرافة في غالب مساحته، لكنه يقارب التراجيديا أو البكاء أحيانا، ناقلا صورة الواقع الحقيقي بسخرية ناقدة.
ويحاول العمل أن يدخل إلى عوالم شخصية سائقي التاكسي وحيوات الزبائن التي لا تخلو من طرافة الموقف ضمن إطار كوميدي ساخر. والمسلسل الذي ينتمي إلى نوع الكوميديا السوداء يعرض في العادة مشكلات المجتمع السوري، حيث يدفع المشاهد إلى التأرجح ما بين الضحك والبكاء في نفس المشهد، كما يحمل “أبوجانتي – ملك التاكسي” مع كل حلقة أفكارا جديدة ومتنوعة ويخلق مواضيع تلامس مشاكل وهموم الناس البسطاء.
وتعتبر شخصية أبوجانتي التي جسّدها المصري من الشخصيات التي تركت بصمة واضحة في الدراما السورية ونالت شعبية كبيرة. فشخصية سائق التاكسي تمثل شريحة واسعة من المجتمع السوري، وتنقلها بتفاصيلها البسيطة بنكهة كوميدية إلى الشاشة، وقد عمل المصري على تطوير الشخصية وبنائها على مدار سنوات طويلة، سبقت الجزء الأول من المسلسل.
ففي العام 2003 ظهر المصري في شخصية أبوجانتي للمرة الأولى في لوحة من لوحات الجزء الثالث من “بقعة ضوء” بعنوان “نسوة”، وكانت اللوحة من بطولته وبطولة فرح بسيسو، التي كانت شريكته في البطولة في الجزء الأول من مسلسل “أبوجانتي – ملك التاكسي” أيضا. ورغم بساطة اللوحة، إلاّ أنها تعتبر من أشهر لوحات “بقعة ضوء” بمختلف أجزائه.
وعاد الفنان السوري للظهور بشخصية أبوجانتي مرة ثانية في مسلسل “مرزوق على جميع الجبهات” في العام 2004، لكن كسائق شاحنة هذه المرة، حيث تميّزت الشخصية بالأغاني الطريفة التي ألفها المصري بنفسه للدور، والتي قام بأدائها بطريقة كوميدية طيلة الوقت، واشتهرت أغنية “حايوس دايوس” على وجه الخصوص.
وفي العام 2010 أنتج أول جزء من مسلسل “أبوجانتي – ملك التاكسي”، ولعب المصري شخصية سائق التاكسي الذي يتنقل في كل يوم بين شوارع العاصمة السورية دمشق، ويصادف شخصيات مختلفة لكل منها حكايته الخاصة. وشكّل المصري بشخصية أبوجانتي مع الفنان أيمن رضا بشخصية أبوليلى ثنائيا مميزا في العمل، وكان العمل ضمن أكثر الأعمال مشاهدة حينئذ، ولا تزال شعبيته مستمرة إلى اليوم.
ودفع النجاح الكبير المنتجين إلى إنتاج جزء ثان منه في العام 2012، حيث قاد أبوجانتي التاكسي في شوارع دبي هذه المرة ملتقطا حكايات المدينة الإماراتية وأهلها والوافدين عليها من كل أنحاء العالم، حيث كشف العمل الذي كتب نصه حازم سليمان وأخرجه عمار رضوان أجواء الطبقات الاجتماعية متعددة الجنسيات من القاع وصولا إلى الأعلى والأغنى.
والمسلسل في جزئه الجديد ينتجه سامر المصري بنفسه بهدف إحيائه وتسويقه، ويكتب حلقاته محمد نور الطيار، ويخرجه الأردني محمود الدوايمة، صاحب الأعمال التلفزيونية الشهيرة كـ”رايات الحق”، و”خمس بنات”، و”عداني العيب”، و”صبايا” في جزئه الخامس، و”الجدة لولوة”، و”كريمو”، و”الفطين”، و”الغني والبخيل” و”وطن على وتر”.
وكان آخر ظهور درامي للمصري في الموسم الرمضاني الماضي عبر شخصية “هلال رسلان الضباع” في مسلسل “الحرملك 2” للمؤلف سليمان عبدالعزيز والمخرج تامر إسحاق.