وقّع ما يقرب من 30 ألف شخص على عريضة تطالب مطبعة جامعة أكسفورد بتغيير التعريفات «الجنسية» لكلمة «امرأة» في بعض قواميسها، ما دفعها بالفعل إلى تعريف كلمة «امرأة» في قواميسها وإزالة بعض الصياغات وتعريفات التميز بحق المرأة، وقام مؤلفو المعاجم في أكسفورد بفحص مدخلات القاموس وقاموس المرادفات وأمثلة استخدام لكلمتي «امرأة» و«رجل» والمصطلحات ذات الصلة، وأجروا تغييرات خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك بحسب وفقاً لصحيفة «the guardien»..
يدعو الموقعون جامعة أكسفورد إلى «إزالة جميع العبارات والتعريفات التي تميز ضد المرأة وترعاها و/ أو تدل على ملكية الرجل للمرأة»، و«توسيع مدخل القاموس لـ«المرأة»، وجاء في بيان صادر عن جامعة أكسفورد: «لقد قمنا بتوسيع نطاق تغطية قاموس «المرأة» بمزيد من الأمثلة والعبارات الاصطلاحية التي تصور المرأة بشكل إيجابي ونشط. لقد تأكدنا من أن المرادفات أو الحواس المسيئة يتم تصنيفها بوضوح على هذا النحو وتضمينها فقط عندما يكون لدينا دليل على استخدامها في العالم الحقيقي».
بدأ التحديث من خلال عريضة «Change.org» عام 2019 من قبل إستراتيجي الاتصالات في لندن ماريا بياتريس جيوفاناردي. وقالت العريضة، التي حصدت أكثر من 34000 توقيع، إن الأمثلة الواردة في القاموس لاستخدام كلمة «امرأة» في جمله تظهرها بشكل مهين، وكتبت جيوفاناردي في الالتماس: «هذا غير مقبول تماماً من قِبل مصدر موثوق به مثل مطبعة جامعة أكسفورد، ولكن الأمر أكثر إثارة للقلق عندما تفكر في مدى تأثيرهم في وضع المعايير حول لغتنا، يمكن أن يؤثر ذلك في الطريقة التي يتم بها التحدث عن النساء عبر الإنترنت».
وأوضح متحدث باسم قواميس أكسفورد أن المنشور «يعكس، وليس يملي، كيفية استخدام اللغة» هذا يرجع فقط إلى الدليل على كيفية حديث الناس الحقيقيين في حياتهم اليومية، وأضاف: «النهج التحريري المستقل يعني أن قواميسنا تقدم تمثيلاً دقيقاً للغة، حتى عندما يعني ذلك تسجيل المشاعر والأمثلة على استخدام الكلمات المسيئة أو المهينة التي لا نستخدمها نحن بالضرورة».
يُشار إلى أن مايكل ريغان عالم الأنثروبولوجيا الكندي، طالب في وقت سابق من إدارة قاموس أكسفورد الشهير للغة الإنجليزية بإلغاء عدة تعريفات وضعت بوصفها مرادفات عند الإشارة إلى المرأة ضمن القاموس، الذي يشير إليها باعتبارها: الجنس اللطيف، والزوجة، إضافة إلى الخليلة، والخادمة»، وأكد ريغان أن مثل تلك التعريفات تتسم بالتحيز ضد المرأة، كما طالب بإلغاء عبارات أخرى مثل: «الزوجة المزعجة» التي تُعرَّف بكلمات مثل: المسعورة، أو دائمة الصراخ، والشريرة.
يُذكر أن خلال السنوات الأربع الماضية عمل مجموعة من الباحثين اللغويين بالتعاون مع عدد آخر من مختلف التخصصات في العلوم الإنسانية واللسانيات، وبخاصة الاجتماع والأنثروبولوجيا على تحليل عشرات الآلاف من التعريفات التي يتضمنها القاموس الذي يُعد الأكثر استخداماً حول العالم، وتم إصلاح أكثر من 500 تعريف يقدمها، وحامت حولها انتقادات تتعلق باللون أو العرق أو النوع.