خرجت الشابة المصرية آية سامح أحمد، 21 عاماً، من منزل أسرتها قاصدة منطقة بنزايون بمدينة المحلة، لشراء بعض الأغراض، وقامت والدتها بالتبيه عليها بعدم التأخير والعودة مبكراً، ووعدتها الفتاة بالعودة مبكراً كعادتها، لكنها لم تف بوعدها هذه المرة لأسباب خارجة عن إرادتها.
وتعود القصة إلى الساعة الثامنة من مساء السبت الماضي، حين وصلت آية منطقة بنزايون التجارية المزدحمة بالمواطنين المترددين على المحلات التجارية هناك، وأثناء مرورها بالقرب من محل حلواني شهير، كان طفل يقود سيارة بسرعة جنونية، بعدما ترجّل منها والده، فدهست آية.. وأُصيب خلال حادث الدهس 4 أشخاص أيضاً، وتم نقلهم لمستشفى المحلة، فيما كانت حالتها خطرة، حيث أُصيبت بنزيف بالمخ وشرخ في الجمجمة، وفارقت الحياة بعد ساعات من الحادث.
خيم الحزن على صديقات المجني عليها، اللاتي نشرن صوراً لها مصحوبة بعبارات نعي ودعوات لله بأن يرحمها ويجعل مثواها الجنة، مطالبات بالقصاص من والد الطفل قائد السيارة، وشُيع جثمان الفتاة إلى مثواه الأخير، بعدما أدى الآلاف من أهالي مركز أجا بالدقهلية “مسقط رأسها” صلاة الجنازة عليها، ثم واروها الثرى.
النيابة العامة تلقت إخطاراً من الشرطة بوقوع حادث سير أمام محل الصعيدي للحلويات بمنطقة بنزايون، مما أسفر عن وفاة آية وإصابة 4 آخرين، فانتقلت النيابة لمحل الحادث لمعاينته؛ وتبين أن سيارة ميكروباص تسببت في الحادث حيث كانت تسير بسرعة مرتفعة، كما تبينت تهشماً وانبعاجاً بأنحاء متفرقة من السيارة، وبدراجة آليَّة مملوكة لأحد المصابين.
وأفادت تحريات الشرطة عن أن المتسبب في الحادث هو طفل كان يقود السيارة وقت وقوعه، فأُلقي القبض، وقال إنه كان يستقل السيارة في صحبة والده لمعاونته في جمع الأجرة من مستقليها، ولما توقفت بالموقف المجاور لموقع الحادث وترجَّل والده منها تاركاً محركها دائراً، استقل هو مقعد القيادة وحاول تحريك السيارة فانطلقت مسرعة صوب المتوفاة والمصابين على مقربة من الحانوت فصدمتهم ودراجة آليَّة كان يستقلها أحدهم.
وقررت النيابة العامة المصرية تسليم الطفل لأسرته، وأمرت بحبس والده على ذمة التحقيقات، لاتهامه بعدم حمله رخصة قيادة، وتمكينه الطفل من قيادة السيارة وهو لا يجوز له ذلك، وذلك قبل أن يُقرر قاضي المعارضات تجديد حبسه على ذمة القضية.