احتفالات العائلة المالكة البريطانية التقليدية منذ عقود بجنود الحرب الذين فقدوا أرواحهم وحياتهم من أجل أوطانهم لا تنتهي في شهر نوفمبر- تشرين الثاني،فمن إحياء ذكرى دفن الجندي المجهول إلى مواساة عائلات هؤلاء الجنود الذين فقدوا أو توفوا خارج البلاد.
وبعد أن شاركت كامل العائلة المالكة البريطانية باحياء ذكرى دفن الجندي المجهول تقريباً،وجّه دوق كامبريديج الأمير ويليام ،وريث العرش البريطاني الثاني،البالغ من العمر”38 عاماً” رسالة للجنود الذين يؤدون خدمتهم خارج حدود البلاد، وعبر عن امتنانه لهم وبأنهم يقومون بعمل رائع، وذلك في أسبوع “الذكرى” الذي تحييه المملكة المتحدة ودول الكومنولث كل عام منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى، حيث تقدم فيه تحيةً للجنود الذين فقدوا أرواحهم في سبيل الواجب.
مكالمة مؤثرة
أما دوقة كامبريدج كيت ميدلتون البالغة من العمر”38 عاماً”،وهي أم لثلاثة أطفال، فحاولت أن تقوم بواجبها بأسلوبها الخاص، إذ أجرت مكالمات فيديو مع جنود نساء ورجال يخدمون في الخارج، كما تواصلت مع عائلات أفراد القوات المسلحة الذين فقدوا حياتهم،لتعبر عن امتنان الوطن وامتنانهم لبطولاتهم وتضحياتهم،وبأنهم لا يمكن أن ينسوهم إطلاقاً.
وأبرز مكالمات الفيديو التي أجرتها كيت ميدلتون مع عائلات الجنود ،مكالمة مؤثرة ،حاولت من خلالها أن تواسي طفلاً بلغ من العمر 11 عاماً، قُتل والده مايكل تايلور في معركة في أفغانستان في العام 2010. ويُدعى الطفل تشارلتون تايلور وكان يضع على سترته ثلاث ميداليات تخص والده مايكل تايلور الذي كان من مشاة البحرية الملكية.
طلبت كيت من تشارلتون أن يخبرها عن الميداليات متساءلةً إن كانت تعود لوالده، فأوضح الطفل الذي كان يرتدي سترة أنيقة مع ربطة عنق، بأن أحدى الميداليات حصل عليها والده لخدمته، والثانية لجولته في أفغانستان والثالثة في العراق.
أثنت كيت على ملابس تشارلتون وقالت بما معناه: “انه لأمر مميز أن تضع هذه الميداليات”.
ثم طلبت منه أن يخبرها أكثر عن والده، لكن الطفل الذي فقد والده وهو في شهره العاشر لا يذكر الكثير عنه إلا من خلال الصور، وقال بما معناه: ” بأن والدته تستطيع أن تطلع كيت أكثر عن والده لأنه لا يذكره “.
وأخبر تشارلتون كيت بأنه يشاهد صور والده ويستمع إلى قصص عنه، معتبراً أن ذلك أمر رائع.
وتحدثت والدته سونيا فيلمنغ بعده مع دوقة كامبريديج كيت ميدلتون،وأوضحت لها أن زوجها مايكل تايلور توفي بينما كان تشارلتون في شهره العاشر،وشقيقيه في سن ال11 وال13 عاماً.
واعترفت الأم الشجاعة سونيا فليمنغ: ” ربما يكون أصعب شيء واجهته ،هو القيام بتربية أبناء ثلاثة بمفردي”.
وقد ارتدت كيت ميدلتون قميصاً أبيض اللون مع ياقة باللون الأسود وزينته بوردة حمراء للمناسبة وهي الوردة التي وضعها أفراد العائلة المالكة احياءً للذكرى، وأكملت إطلالتها بارتداء بنطلون ضيق أسود اللون.
وقد نشرت دوقة كامبريديج مقطع فيديو مكالمتها مع الطفل تشارلتون في حساب قصر كنسينغتون الملكي في موقع التواصل الإجتماعي “إنستغرام” الذي يتابعه 12 مليون شخص ،وحصد مليون و200 ألف مشاهدة في وقت قياسي وخلال يوم واحد،وحظي بعدد كبير من التعليقات الإيجابية،وأثنى معظم المتابعين على مبادرة كيت ميدلتون،ووصفوها بأنها إمرأة جميلة من الداخل والخارج،وراقية ومحترمة جداً.
وما تفعله تعبير وفاء وتقدير لعائلات الجنود الذين ضحوا بحياتهم ،ولعائلات فقدوا أحباءهم.